هل لا يزال مكان في ألمانيا لعرض الأفلام العربية؟

تقول باسكال فخري، مديرة مهرجان الفيلم العربي في برلين: "العديد من ضيوف مهرجان الفيلم "يخافون أن يأتوا إلى ألمانيا... أعني لا أحد منهم يريد أن يكون له رد فعل ثوري فيتم اتهامه بمعاداة السامية". صورة من: Elizabeth Grenier/DW
تقول باسكال فخري، مديرة مهرجان الفيلم العربي في برلين: نحن كعرب نعتبر القضية الفلسطينية أساسية في بنية الهويات العربية، وموقفنا من بداية تأسيس المهرجان التركيز على السينما الفلسطينية وتقديم منصة لصناع أفلامها من مخرجين وممثلين في ألمانيا، لكي يخبروا قصتهم من وجهة نظرهم.". صورة من: Elizabeth Grenier/DW

التقى موقع "قنطرة" برئيسة المهرجان اللبنانية باسكال فخري لتحكي لنا قصة مهرجان الفيلم العربي في برلين وكذلك الأفلام العربية في أوروبا، والتحديات التي تواجه الفنانين العرب في ألمانيا مع احتدام الصراع في الشرق الأوسط.

الكاتبة ، الكاتب: Mohammed Magdy

افتتحت فعاليات مهرجان "الفيلم" للسينما العربية في سينما "أرسنال" بوسط العاصمة الألمانية برلين يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان، بفيلم "باي باي طبريا"، الذي يعرض للمرة الأولى في برلين، وسط جمع غفير من الجمهور العربي والألماني، وحضور دبلوماسي عربي أيضا.

ويقدم المهرجان طوال الأسبوع، باقة سينمائية ثرية من 50 فيلما روائيا طويلاً ووثائقيًا وقصيرًا من 13 دولة عربية، مثل الفيلم السوداني (وداعاً جوليا لمحمد كردفاني 2023)، وأيضا من السعودية فيلم (مندوب لمخرجه علي الكلثمي 2023)، ومن الإمارات العربية المتحدة (فيلم "باص ٢٢" لوندي بيدنارز 2023)، ومن العراق ( بلادي الضائعة لعشتار ياسين غوتيريز 2022)، وفيلم "فلسطين" من إنتاج المهرجان.

التقى موقع قنطرة "قنطرة" للحوار مع العالم الإسلامي برئيسة المهرجان اللبنانية باسكال فخري، التي تديره منذ عام 2020، لتحكي لنا قصة المهرجان وكذلك الأفلام العربية في أوروبا، والتحديات التي تواجه الفنانين العرب في ألمانيا مع احتدام الصراع في الشرق الأوسط، وما فعله هجوم السابع من أكتوبر في "برلين"، المكان المفضل لعرض الأفلام العربية.

مرت 15 عاما على انطلاق مهرجان الفيلم العربي في برلين.. ما الهدف الذي سعى إليه مؤسسيه؟ وهل تحقق؟

باسكال فخري: في عام 2009 أسس المهرجان شخصيات فلسطينية ولبنانية، فادي عبدالنور واللبناني عصام حداد، بهدف تقديم وجهة نظر عربية للجمهور الألماني وصورة مضادة لما تقدمه الصحافة الألمانية والغربية عن العالم العربي في ذلك التوقيت. كان هناك في ذلك الوقت أيضا، تواجد للأفلام العربية بالسينما الألمانية، لكن فكرتهم كانت تعريف الجمهور الألماني أكثر على السينما العربية وتنوعها الثقافي الغني الخاص به.

مع مرور السنوات، نقدم في المهرجان ثلاث فقرات ثابتة، الأولى هي اختيارات المهرجان، ونقدم فيها الأفلام العربية الجديدة التي تُعرض حاليا في المهرجانات العالمية والدولية، وأيضا هناك أفلام تُعرض علينا وعندما نشعر أنها أفلام فنية ذات مستوى عال ويمكننا عرضها.

والفقرة الثانية: بقعة ضوء، نعرض من خلالها قضية معينة تتناولها السينما العربية سواء إن كانت أفلام تاريخية أو معاصرة، أما الفقرة الثالثة: تتضمن عروضا خاصة وورش عمل وندوات مع مخرجين.

هذه الدورة، خصصنا فقرة تحت اسم 15 سنة من مهرجان "الفيلم"، وعندما قررنا عمل هذا البرنامج كان هدفنا أن نحتفل بمرور 15 عاما على انطلاق مهرجان الفيلم ولكن الوضع السياسي خاصة في الشرق الأوسط ليس مناسبا للاحتفال بأي شيء، ولهذا قررنا تسليط الضوء على التطورات التي تحدث حاليا.

افتتاح مهرجان الفيلم العربي في برلين
قبل 15 عاما دشن مجموعة من محبي السينما العربية منصة للبحث عن موطأ قدم للأفلام العربية في العاصمة الألمانية برلين، قبل أن تتحول بمرور السنوات إلى مهرجان يجذب عشرات المهتمين بالفن والسينما العربية كل عام لمشاهدة آخر مستجدات السينما العربية. صورة من: Mohammed Magdy/Qantara.de

الآن بعد 15 عاما على انطلاقه ما الذي تغير طوال تلك السنوات بالمقارنة عن بداية تدشينه؟، هل ربما اتساع قاعدة جمهوره مع تنامي الجمهور العربي في برلين؟ 

باسكال فخري: هناك الكثير تغير طوال الخمسة عشر عاما الماضية، أولا: لم يكن لدينا تمويلا لتنظيم المهرجان، ولكن كنا نعمل كمتطوعين ولم يكن لدينا المال الكافي حتى نستطيع أن ننظم دورات كبيرة وكان ربما تحصل على تمويل من وقت لآخر لفقرة "بقعة ضوء". 

ولكن منذ خمس سنوات بدأنا نحصل على تمويل من مجلس الشيوخ بمدينة برلين، ما أضاف إلينا المزيد من المهنية وفسحة في أنشطة المهرجان وهذا تطور أساسي. 

والتطور الثاني: مثلما إقبال الجمهور العربي على المهرجان، وهذا نتيجة اتساع قاعدة الجالية العربية في قلب ألمانيا مقارنة بوقت تأسس المهرجان في عام 2009. 

قبل ثورات الربيع العربي، كان وقتها اللاجئين العرب والمهاجرين الموجودين في ألمانيا هم من لبنان وفلسطين قدموا وقت الحرب الأهلية اللبنانية، وكانوا يخضعون لوضع يسمى "Duldung" الذي يقيد عمل اللاجئ أو المهاجر بألمانيا حتى حصوله على إذن، ما جعل الجالية العربية في ألمانيا مهمشة، ولم يكن لديها وقت للاهتمام بالثقافة. 

لكن بعد الربيع العربي وما تبعها من موجات اللاجئين سواء كانوا مصريين أو سوريين أو عراقيين أو لبنانين قدموا إلى ألمانيا، تغير الوضع بأن يحق لهم العمل وقت وصولهم، وتمكنوا أن يندمجوا بطريقة كثير صحية بالمجتمع الألماني وصاروا فئة قادرة على الاهتمام بموضوعات ثقافية، وباتوا الجمهور الأكبر لـ"الفيلم".

ما الذي يميز اختيارات هذا المهرجان عن مهرجانات مثل برليناله وكولونيا وغيرها؟

باسكال فخري: هناك فارق كبير، مثل أننا لا نعرض إلا أفلاما عربية فقط، وأحيانا أفلام لمخرجيين أوروبيين تتناول قضايا العالم العربي، ونرى أنفسنا نحن كعرب فيها، ثانيا: نحن لسنا مهرجان للعرض الأول للأفلام، لأنه ليس لدينا مسابقة أو نقدم جوائز، نحن مهرجان جمهور، وهدفنا أن نجعل الجمهور في برلين بألمانيا يأتي للتعرف على السينما العربية التي تعرض في المهرجانات العالمية حاليا أم أفلام أخرى.

في الوقت نفسه، هناك ترحيب كبير من المخرجين والمخرجات العرب للقدوم بأفلامهم إلى برلين، والمهرجان لدينا بات يجذب جمهورا كبيرا خاصة مع تحول برلين تحولت لمحور ثقافي مهم للجالية العربية والعرب بالمطلق مؤخرا.

هل من تحديات واجهتكم على صعيد تنظيم دورة هذا العام وسط الجدل السياسي الخارجي الذي بات يشغل ساحات المهرجانات على غرار ما تركه الفيلم الإسرائيلي-الفلسطيني "لا توجد أرض أخرى" في مهرجان برلين السينمائي؟

باسكال فخري: بالطبع كانت دورة من الصعب تحضيرها، إذ تغيرت الأوضاع كثيرا لنا كجالية عربية في ألمانيا بعد هجوم الـ7 أكتوبر، وصار هناك رفضا كاملا للمواقف المناصرة للقضية الفلسطينية وإسكات أصواتها. ونحن كعرب نعتبر القضية الفلسطينية أساسية في بنية الهويات العربية، وموقفنا من بداية تأسيس المهرجان التركيز على السينما الفلسطينية وتقديم منصة لصناع أفلامها من مخرجين وممثلين في ألمانيا، لكي يخبروا قصتهم من وجهة نظرهم.

لكن مع بداية الحرب هذه المرة، صراحة كان الوضع صعبا بالنظر إلى أن تمويلنا من مجلس الشيوخ في برلين الذي لديه موقفا واضحا رافض لمؤيدي القضية الفلسطينية، لهذا كان سؤالنا الكبير عن ما نفعل؟، هل نغض الطرف عن هوياتنا وننظم المهرجان بدون تناول هذه الموضوعات حتى نظل متواجدين بألمانيا؟، أم نعتبر أن دورنا على العكس من ذلك بتقديم وجهة نظرنا ونسأل الألمان؟ هل لا يزال لدينا مكانا في هذا المجتمع حتى نعرض أفلامنا العربية ووجهة نظرنا على المشاكل التي تحدث في منطقتنا؟، هل ممكن أن نظل نعيش تحت هذه الظروف وكان الجواب لنا واضحا: ليس لنا مكان إذا لم نحكي عن هذه الموضوعات (قضايانا).

لهذا أتمنى أن يمر المهرجان بسلام خاصة مع القبول الواسع والرائع لهذه الدورة الأمر الذي كان مفاجئا لنا، وحملات وسائل التواصل الاجتماعي دعمتنا والعديد من الأفلام نفذت تذاكر عرضها الخاص لها. وهذا لم يحدث من قبل طوال الخمس عشرة سنة الماضية للمهرجان بأن نبيع تذاكر العروض قبل البداية. وهذا يظهر قدر الأهمية التي تحدث بأن نحكي عن قضايانا في ألمانيا وقبول الجمهور الألماني لهذا.

 مهرجان "الفيلم" للسينما العربية في برلين
مهرجان "الفيلم" للسينما العربية في برلين. .الصورة من ALFILM Festival

اختارت دورة هذا العام فيلم "باي باي طبريا" الذي يناقش الهوية العربية في المهجر، كفيلم الافتتاح في عرضه الأول ببرلين. هل لا تزال قضية الهوية العربية في المهجر محل تساؤل؟

باسكال فخري: لأنه موضوع كثير أساسي لنا كمهرجان عربي ببلد أوروبي، وأيضا لنا كجالية عربية في أوروبا الذين ربما جزء منها التي تحضر أفلامنا. أيضا هناك عدد هائل من الفنانين والمخرجين العرب الذين اضطروا ترك بلدانهم بسبب آرائهم. ولهذا نحن نعتبر أنفسنا منصة لهم. 

يقدم "الفيلم" هذا العام الفيلم القصير "فلسطين" الرواية المنقحة التي تقدم السرد الإمبراطوري البريطاني لنقطة التحول في التاريخ في أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية وولادة القومية العربية. هل لا تزال تلك الفترة الزمنية تفتقر إلى المعالجة السينمائية الكافية لفهم ما جرى هناك والذي لا تزال آثاره مستمرة إلى الآن؟ أو ربما رواية القصص العربية من منظور عربي غائبة عن الجمهور الأوروبي/الألماني؟

باسكال فخري: هناك أهداف عديدة لاختيار هذا الفيلم، مثل النكبة الفلسطينية التي لا تزال موضوعا غير معترف به في ألمانيا، لهذا نهدف أن نُفرِج الجمهور الألماني بأن هناك فلسطينيين عاشوا في فلسطين وقت الانتداب البريطاني قبل تأسيس دولة إسرائيل، ونثبت أن النكبة "ليست شيئا خرافيا مخترعا من قبل العرب حتى يأتوا بسردية مختلفة عن السردية الإسرائيلية". 

ثانيا: هذا الفيلم مدته 30 دقيقة تم توليفه من 77 مقطعاً صامتاً لصور وجدناها بمتحف Imperial War Museum "الحرب الإمبراطوري" في بريطانيا صورت جميعاً على خام 35 ملم بين عامي 1914 و1918 من قبل القوات البريطانية في فترة انتدابها لفلسطين حتى يستعرضوا قوتهم وأهميتهم. وطلبنا من مهندسة الصوت اللبنانية رنا عيد والموسيقية سينتيا زافين بأن تصاحب تلك المقاطع تصميم صوتي وموسيقي لإخبار قصة تلك الصور من وراء وجهة نظر عربية. وهذا أول مرة كإنتاج للمهرجان بهذا الشكل.

مع الأسف لا يوجد أرشيف عربي لتلك الفترة الزمنية وإن وجدت، كيف نحصل عليه ونأتي به إلى ألمانيا وبأي حالة؟ وهل تم ترميمه أم ديجيتال (مرئي)؟، لهذا ولجأنا للأرشيف البريطاني.

يضم المهرجان هذا العام قسما خاصا بعنوان "برسونا نون غراتا أو منبوذون ومنبوذات" لباقة من الأفلام التي تتعرض شخصياتها لأنواع مختلفة من التهميش، الإقصاء والوصم... ما السر وراء هذا الاسم واختياراته؟

باسكال فخري: صراحة قبل بداية الحرب في غزة كنا نرغب أن تكون بقعة الضوء عن "برسونا نون غراتا" هو مصطلح قانوني لاتيني يستخدم لتوصيف الأشخاص غير المرغوب فيهم/ن، ولكن غيرنا بقعة الضوء لنحكي عن فلسطين بالسينما العربية والدولي.

في الوقت نفسه، لاحظنا أن قائمة اختيارات الأفلام تتناول الأشخاص المنبوذين في البلدان التي يعيشون بها بسبب انتماءاتهم السياسية أم العرقية أم الجندرية أم اللغوية، وأيضا هناك أفلام تتناول موضوع الهجرة والمهاجرين القادمين إلى أوروبا كـ" برسونا نون غراتا" كشخص مرفوض في المجتمعات التي يصل إليها، ولهذا قررنا - وهذا عادة لم نفعله في بقعة ضوء- أن نلقي الضوء على هذا الموضوع وأيضا نحن حاليا كعرب عن جديد نشعر أننا "برسونا نون غراتا" في أوروبا بسبب موقفنا من القضية الفلسطينية.

كانت مسألة تزايد شعبية الأحزاب وقوى اليمين المتطرف على مستوى العالم، وما يتعرض له المهاجرون والمهاجرات جراء ذلك موضوعا آخرا يقدمه المهرجان. إلى أي مدى ممكن أن يساعد الفن في معالجة القضية وتقديم حلول لها؟

باسكال فخري: صراحة هذا سؤال صعب للغاية، لا أعرف إذا الفن بإمكانه تغيير العالم ولكن الفن يفتح عيون الجمهور على موضوعات معينة فيخلق نقاش وتساؤل. ماذا يمكننا أن نفعل أن نكمل، ولكن الفن وحده لا يمكنه وحده تخليص العالم؟، لهذا تلك الأفلام تحاول تقدم وجهة نظر المخرجين والأشخاص الموجودين بهذه الأفلام، وتخلق نقاش حول تلك الموضوعات لكنها وحدها لا يمكنها تغيير العالم.

فيلم "فلسطين" من إنتاج المهرجان.
لقطة من فيلم "فلسطين" من مهرجان "الفيلم" للسينما العربية .يقدم مهرجان "الفيلم" هذا العام الفيلم القصير "فلسطين" الذي يمثل الرواية المنقحة التي تقدم السرد الإمبراطوري البريطاني لنقطة التحول في التاريخ في أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية وولادة القومية العربية الصورة من ALFILM Festival

تقدم دورة هذا العام مشاركة خليجية ملفتة بأفلام من السعودية والإمارات واليمن والعراق من بينها الفيلم السعودي "مندوب الليل" الذي يُعرض لأول مرة في سينمات برلين والذي يبرز الوجه الآخر لحياة الليل في العاصمة الرياض التي يشار إليها بأنها مدينة محافظة. هل يعكس ذلك انتعاشه السينما الخليجية لا سيما السينما السعودية على الصعيد الدولي؟

باسكال فخري: صراحةً هناك نهضة سينمائية بالبلدان الخليجية ملفتة للنظر في بلد مثل السعودية كمجتمع محافظ، ولكن بلا شك هناك أموال حكومية تضخ في المجال تساعد على هذا التطور البارز خاصة بالسينما السعودية ما يمكنهم على إنتاج أفلام أكثر وأكثر، ولكن الموضوعات التي يتناولها لهذه الأفلام أيضا مثيرة، مثل فيلم مندوب الليل السعودي الذي يتناول موضوع الكحول بالسعودية وكيف أنها ليست أفلام فقط تساير النظام ولكن تقدم وجهة نظر مستقلة وأيضا تطور المجتمع أيضا.

ما الذي يجعل برلين مكانا أوروبيا مفضلا لعرض الأفلام العربية. هل لما تحظى به من تنوع وفني وثقافي؟ وأيضا هل الفن بات يمثل الرابطة الأساسية للعلاقة بين الجمهور العربي والألماني؟

باسكال فخري: ألمانيا نفسها لعبت دورا أساسيا في ذلك، منذ أن فتحت أبوابها للاجئين وباتت مركزا ثقافيا مهما للجاليات العربية في المهجر بما مكنهم من العيش والتطور في العاصمة الألمانية التي لطالما كانت الحياة فيها غالية السعر، ولكن كل شيء تغير منذ موجة الهجرة وباتت الحياة أرخص وأسهل بالنسبة للفنانين الراغبين في تأسيس مهنتهم هنا، وهناك دعم حكومي ومدينة برلين للفن وكلنا نستفيد منه قبل ما يصير مرتبطا بمواقفنا السياسية. 

لا أعرف كيف سيتطور الأمر مستقبلا، لكن الوضع مقلق، لأن كثير من الفنانين يخسرون التمويل الخاص بهم، ويتم رفضهم من المراكز الثقافية التي يتعاملون معها فقط لأنهم عرب أو مواقفهم مئة بالمئة موازية مع الحكومة الألمانية ومؤكد أنه حتى الآن برلين كانت مدينة يمكن للفنان أن يعبر عن رأيه بالحرية التي يرغب بها، والثقافة التي يرغب بها.. وأتمنى أن يستمر هذا الدعم ونبقى كمهرجان يقدم وجهة نظر عربية بقلب برلين، ولكن هذا سؤال نطرحه على أنفسنا كل يوم: إذا كان لايزال لدينا مكان هنا؟

لكن هل جرت اتصالات أو نقاشات أو مبادرات بينكم كصناع أفلام وبين المسؤولين الألمان لتوضيح وجهة نظركم؟

باسكال فخري: لا أعرف إذا يمكن أن نسميه نقاشا حقيقيا، ولكن في أواخر ديسمبر حتى منتصف يناير، كان مجلس الشيوخ الألماني في برلين وضع شرطا بأن المؤسسات الفنية أو الفنانين عليهم الاعتراف بدولة إسرائيل للحصول على التمويل. وحينها كتبنا لمجلس الشيوخ وقتها بأننا قادمون من بلدان لا يحق لنا الاعتراف بدول إسرائيل وهذا لا دخل له بمواقفنا الشخصية وإذا وقعنا على هذا إقرار سيضعنا بخطر وأننا لا يمكننا العودة إلى بلدانا. واتصلوا بنا وقالوا إن هذه الإشكالية واضحة لنا ومن بعدها انسحبت هذه الإقرار. لكن نقاش أكثر من هذا ليس موجودا.

أخيرا، ما مدى إقبال الجمهور الألماني على الأفلام العربية، ونوعية الأفلام التي يميل لها؟

باسكال فخري: هناك قبول كبير للجمهور الألماني والدولي على المهرجان. حتى قبل عامين كان الجزء الأكبر من جمهور المهرجان قبل أن تصبح الجاليات العربية هي الأكثر إقبالا، لا أعرف إذا هناك أفلام معينة يهتمون بها أكثر من غيرها ولكن هناك اهتمام بالمطلق من خلال أفلامنا التي نعرضها.

 

برلين- محمد مجدي

حقوق النشر: موقع قنطرة 2024