الصحافي الليبي الذي ابتلعته الصحراء

استولى قائد الثورة معمر القذافي على السلطة في جماهيريته قبل سبعة وثلاثين عاما، ومنذ ذلك اليوم وهو يتعامل بصرامة مع رجال الإعلام المشاكسين من أمثال الصحفي عبد الله علي السنوسي الضراط. تقرير كتبه حميد سكيف

​​استولى معمر القذافي على السلطة في جماهيريته قبل سبعة وثلاثين عاما، ومنذ ذلك اليوم وهو يتعامل بصرامة مع رجال الإعلام المشاكسين من أمثال الصحفي عبد الله علي السنوسي الضراط الذي لا يزال مفقودا منذ 33 عاما بدون أن تقدم الحكومة أي تفسير لغيابه او مكان اعتقاله. تقرير كتبه حميد سكيف

هناك بعض دول العالم الإسلامي (مثل سوريا وتونس وليبيا والسعودية) لا تسمح للاعلام حتى بالقليل من النقد أو الإحتجاج؛ وهناك دول أخرى (مثل مصر والجزائر والمغرب واليمن) يتمتع فيها الإعلام بشيء من الحرية، ولكنه يخضع لقوانين تقيد حركته.

إخراس الصحفيين الناقدين للحكومات: النموذج الليبي

نُظمت هذا العام حملة عالمية للإفراج عن سراح حوالي 500 صحفي ليبي، علاوة على المطالبة بتوضيح الموقف من الصحفي عبد الله علي السنوسي الضراط، المفقود منذ عام 1973.

فمنذ إنقلاب سبتمبر / أيلول 1969 الذي أتاح لمعمر القذافي الاستيلاء على السلطة وحرية الصحافة في ليبيا مكبلة بالأغلال. فالذين يُسألون عن أسباب ودوافع اختطاف الصحفي الضراط أو مكان تواجده لا يملكون أدنى فكرة أو تصور عن ذلك. كما أنه لم يمثل أمام محكمة، ولم تفلح الرابطة الليبية لحقوق الإنسان في الحصول على أي جواب من السلطات الحكومية عن المصير الذي انتهى اليه.

معظم المحللين يرون أن هذا الصحفي قد لقي حتفه منذ أمد، ولكنهم لا يعرفون شيئا عن ظروف موته. ومما يجعل قضية السيد الضراط غامضة هو انها لم تحظ بشيء من الإهتمام في الحملات الإعلامية، فلو قُدر أن "مفقود الصحراء" لا يزال على قيد الحياة فهذا يعني أنه قضى ثلاثة وثلاثين عاما في السجن دون أن يسأل عنه أحد.

قضية الضراط من الموضوعات المحرمة في ليبيا

لم يجرؤ أحد من مشاهير زوار الدولة الرسميين أن يسأل العقيد القذافي عن مكان تواجد السيد الضراط، أو أن يطالب بالإفراج عنه صراحة في الإعلام الليبي. ومما يدعو إلى القلق أن تحسن العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لن يساعد في كشف غموض القضية، طالما ظلت المصالح الدولية تحظى بالاهتمام أكثر من احترام حقوق الإنسان في المنطقة.

إن مثل هذا الأمر يتعارض في النهاية مع المطالب العامة لاحترام حقوق الإنسان، كما أنه يقوي الشبهة في العالم العربي بأن الغرب لا يهتم بحقوق الإنسان في هذه المنطقة من العالم في حالة تعارضها مع مصالحه.

لهذا تم تخصص اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام للصحفي عبد الله علي السنوسي الضراط من أجل المطالبة بالافراج عنه أو على الأقل بالضغط على الحكومة الليبية بالادلاء عن معلومات موثوقة عن مكان تواجده.

ومن البديهي أيضا أن الإهتمام بقضية السيد الضراط لاينبغي أن ينسينا الصحفيين الآخرين المسجونين في سوريا وفي بلدان أخرى مثل الجزائر حيث يقضي السيد محمد بن شيكو عقوبة السجن لأنه قام بتوزيع منشور ضد الرئيس عبد العزيز بو تفليقه.

حميد سكيف
حقوق الطبع محفوظة: حميد سكيف ، قنطرة 2006

قنطرة

بين الرقابة والسجن
محمد المرابط، حمادي جبالي أو عبد الله علي السنوسي أمثلة لصحفيين مغاربيين يقبعون في السجون أو يلاحقون لأنهم تجاوزوا في عملهم الصحفي الخطوط الحمراء التي رسمتها السلطة في بلادهم. تقرير حميد سكيف عن حرية الصحافة في المغرب العربي.

أساليب نظام زين العابدين بن علي
تواجه الصحفية وناشطة حقوق الإنسان سهام بن سدرين حاليا حملة شعواء من طرف أجهزة السلطة التونسية، في ظل اللامبالاة العربيبة. تعليق حميد سكيف

محاولات سيطرة الدولة وخطوط حمراء
تم قبل قرابة 20 عاما تأسيس أول منظمات غير حكومية مستقلة في شمال أفريقيا. وقد نجحت منذ ذلك الحين في إبراز نفسها في العديد من المجالات كأصوات معبرة عن مجتمع مدني قائم على التعددية. على الرغم من ذلك فإنها ما زالت -لا سيما في تونس- تعاني من قيود عديدة. تقرير بيآت شتاوفر