بداية الانفراجة بين تركيا والغرب؟

أبدى الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس التركي إردوغان تفاؤلا بعد أول لقاء مباشر بينهما رغم عدم إعلانهما انفراجة كبيرة بعلاقة الدولتين الحليفتين اللتين بينهما خلافات حول أسلحة روسية وسوريا وليبيا وقضايا أخرى. فيما قدم الرئيس الفرنسي ماكرون في لقائه مع إردوغان "توضيحات" حول مكانة الإسلام في فرنسا.

إردوغان: اللقاء مع بايدن "إيجابي" ودعوتُه لزيارة تركيا: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الإثنين 14 / 06 / 2021، إن لقاءه مع نظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل، "كان إيجابيا"، وإنه وجه له دعوة لزيارة تركيا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي ببروكسل عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تطرق إردوغان إلى قضايا تخص الحلف واللقاءات الثنائية التي أجراها على هامش القمة، بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وعن لقائه مع بايدن ،قال الرئيس إردوغان: "اتفقنا على استخدام قنوات الحوار المباشرة بشكل فعال ومنتظم بما يليق بالحليفين والشريكين الاستراتيجيين".

وتابع: "ناقشنا بنهج بناء فرص التعاون في المجالات ذات المصالح المشتركة".

وأضاف إردوغان: "كان اللقاء مع بايدن إيجابيا على صعيد استمرار العلاقات وحين دعوته لزيارة تركيا أكد أنه قد يأتي".

ولفت إلى أنه لا توجد مسألة عصية على الحل في العلاقات التركية الأمريكية وأن مجالات التعاون بين البلدين أوسع وأكثر ثراء من القضايا الخلافية.

وأشار إلى أنه أكد لبايدن ثبات موقف تركيا بشأن منظومة "إس400-" ومقاتلات "إف35-". وتطرق الرئيس إردوغان إلى عمليات تركيا في مكافحة الإرهاب.

وقال: "طهرنا أكثر من 8 آلاف و200 كلم من الإرهاب بفضل عملياتنا خارج الحدود".

وحول لقائه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، نقل الرئيس التركي عن ماكرون قوله "من غير الوارد أن أكون ضد الإسلام. أقول هذا لكم كصديق".

وبشأن محادثاته مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد أن اللقاء كان جيدا مضيفا: "دعوته ألا نشرك طرفا ثالثا سواء في ملف بحر إيجة أو المناطق الأخرى".

كما تطرق إردوغان إلى ملف أفغانستان وعملية انسحاب الناتو منها، لافتا إلى أنه أبلغ بايدن رؤية أنقرة بشأن الاستعانة بباكستان والمجر إلى جانب تركيا، في تأمين مطار كابل.

 

 

إردوغان وبايدن يبديان تفاؤلا بالعلاقات لكنهما لم يعلنا عن انفراجة

وأبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب إردوغان تفاؤلا بعد أول محادثات مباشرة بينهما يوم الاثنين 14 / 06 / 2021 رغم أنهما لم يعلنا تحقيق انفراجة كبيرة في العلاقات بين الدولتين الحليفتين اللتين توجد بينهما خلافات حول الأسلحة الروسية وسوريا وليبيا وقضايا أخرى.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع في بروكسل "عقدنا اجتماعا إيجابيا ومثمرا، كثير منه بيني وبينه".

ومضى قائلا "سيواصل فريقانا المناقشات وأثق بأننا سنحرز تقدما حقيقيا بين تركيا والولايات المتحدة".

ووصف إردوغان محادثاته مع الرئيس الأمريكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل بأنها كانت "بناءة وصادقة".

وقال "نعتقد أنه لا توجد مشاكل في العلاقات الأمريكية التركية وأن مجالات التعاون بالنسبة لنا أهم وأكبر من المشكلات".

وعلى الرغم من نبرتهما المتفائلة على الملأ لم يقدم أي منهما أي تفاصيل حول الكيفية الحقيقية التي سيصلحان بها العلاقات كما لم يطرحا الخطوات التي ستساعد في تخفيف التوترات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وأثارت تركيا التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي غضب شركائها في التحالف العسكري الغربي بشرائها صواريخ أرض-جو روسية وتدخلها في الحرب في سوريا وفي ليبيا. كما تتنازع مع اليونان وقبرص على مناطق في شرق البحر المتوسط.

وفي منصبه الرئاسي، تبنى بايدن لهجة تجاه إردوغان أكثر فتورا من لهجة الرئيس السابق دونالد ترامب واعترف بأن المذابح التي تعرض لها الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية عام 1915 بأنها إبادة جماعية وهو ما أثار غضب تركيا كما صعد من انتقاداته لسجل تركيا في مجال حقوق الإنسان.

واستبعدت واشنطن بالفعل أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35 وفرضت عقوبات على تركيا ردا على شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية إس-400.

ومثلت أفغانستان أحد المجالات التي كان إردوغان يأمل في إبراز دور تركيا الرئيسي فيها في حلف شمال الأطلسي حيث عرضت أنقرة حراسة مطار كابول وتشغيله بعد انسحاب القوات الأمريكية وحلف الأطلسي في الأسابيع المقبلة. وقال رئيس الحلف ينس ستولتنبرغ إن تركيا ستؤدي دورا رئيسيا لكن لم يتم اتخاذ قرار خلال قمة الإثنين.

وفي بداية الجلسة الرئيسية للزعماء في حلف الأطلسي، تحدث بايدن مع إردوغان مطولا في مجموعة صغيرة قبل الجلوس على مقعديهما.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم، كان الصمت يخيم في الأساس على الزعيمين وكبار مساعديهما على طاولة خلال المؤتمر وتجاهلوا الأسئلة التي طرحها الصحفيون الذين تمت دعوتهم لفترة وجيزة إلى الغرفة.

والتقى إروغان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتدور خلافات بين أنقرة وباريس حول سوريا وليبيا والانتقادات التركية للحرب ضد ما يسميها ماكرون الانفصالية الإسلامية وقضايا أخرى.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي بعد ذلك "أكد الرئيس إردوغان خلال اجتماعنا رغبته في رحيل المرتزقة الأجانب والميليشيا الأجنبية التي تعمل على الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن".

لقاء "هادئ" بين ماكرون وإردوغان واتفاق على "العمل معا"

والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الإثنين 14 / 06 / 2021 في بروكسل نظيره التركي رجب طيب إردوغان في اجتماع عقد في "أجواء هادئة"، تعهّدا خلاله "العمل معا" في ملفي ليبيا وسوريا، وفق سيّد الإيليزيه.

وعقب لقاء ثنائي مغلق مع إردوغان استمر 45 دقيقة في مقر الحلف الأطلسي على هامش قمة التحالف، شدد ماكرون على أهمية "تحقيق تقدّم" في كل القضايا الخلافية.

واعتبر أن هذا اللقاء أتاح "التهدئة" و"توضيح الأمور" و"العمل بشكل ملموس حول المسائل الإنسانية في سوريا وليبيا". وتابع الرئيس الفرنسي "نظرا إلى التحديات" شدّد كلانا على أهمية "بذل كل الجهود من أجل العمل معا".

وفي الأشهر الأخيرة هدأت التوترات بين الرجلين بعدما تدهورت العلاقات بينهما في العام 2020، خصوصا في الخريف حين شكّك إردوغان في "الصحة الذهنية" لنظيره الفرنسي.

وساهم النزاع في شرق المتوسّط في تفاقم الخلافات بين البلدين، فباريس تدعم أثينا في مواجهة عمليات تركية لاستكشاف الغاز في مياه متنازع عليها في توتر شهد وقوع حادث بين سفينتين تركية وفرنسية في حزيران/يونيو 2020.

وشدد ماكرون على أنه في ملف النزاع في ليبيا سوف تعمد فرنسا وتركيا إلى "العمل معا" في "الأسابيع المقبلة" من أجل "خروج المرتزقة والميليشيات الذين أتوا من الخارج والذي ينشطون على الأراضي الليبية، منها في أسرع وقت ممكن".

وتطالب فرنسا ودول عدة بخروج العسكريين الأجانب والمرتزقة الذين قدرت الأمم المتحدة نهاية 2020 عددهم بـ20 ألفا، من أجل تعزيز الآمال بإرساء السلام التي ارتسمت في الأشهر الأخيرة.

والأمر يشمل خصوصا القوات التركية ومرتزقة سوريين نشرتهم تركيا، كما ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية.

 

 

وفي الملف الليبي توصل ماكرون وإردوغان إلى "تقارب واضح" من أجل "حماية وقف إطلاق النار" وتحقيق "هدف" إجراء الانتحابات في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021 من أجل "مؤازرة" حكومة الوحدة الوطنية التي تشكّلت برعاية الأمم المتحدة.

وخلال اللقاء قدّم ماكرون "توضيحات" حول مكانة الإسلام في فرنسا، وهي قضية تسببت بـ"سوء تفاهم وهجمات" من جانب تركيا ودول مسلمة أخرى العام الماضي 2020.

وشدد ماكرون لإردوغان على أن فرنسا لا تسعى إلى مهاجمة أي ديانة بل إلى "تعزيز التصدي لجماعات متطرفة تستغل وتحور" الإسلام.

في تشرين الأول/أكتوبر 2020، اتّهم إردوغان الرئيس الفرنسي بشن "حملة كراهية" على الإسلام لدفاعه عن الحق في نشر رسوم كاريكاتورية تظهر النبي محمد ولخطابه في شأن الإسلام "الانفصالي" في فرنسا.

وتطرّق الرئيسان إلى قضية فابيان أزولاي الفرنسي المحكوم عليه بالحبس 16 عاما في تركيا في العام 2017 لحيازته مخدرات. وأعلن ماكرون تحقيق تقدم على مسار "نقله سريعا" إلى فرنسا، معربا عن أمله بأن تثمر هذه الجهود "في أقرب وقت ممكن".

وأوقف أزولاي (43 عاما) في اسطنبول في العام 2017 بعدما اشترى عبر الإنترنت مادة كيميائية تصنّف مخدرا.

ومؤخرا أعرب أقرباء أزولاي عن قلقهم على سلامته لا سيّما أنه محبوس في سجن جيرسون على ضفاف البحر الأسود والواقع على بعد 800 كلم عن اسطنبول. د ب أ ، رويترز ، أ ف ب