3ز12ز

قيس الجاموس /صحفي سوري مقيم في دبي
3 كانون الأول/ديسمبر 2004

المسلمون يغتالون دينهم

من المحزن جداً ان يجلس الانسان عاجزاً عن القيام بأي شيء في هذا العالم الذي يمزقه التخلف الديني. وهنا لابد من التأكيد على مسألة مهمة جدا وهي ان عدد كبير من المسلمين الذين يقيمون في دول أوروبا أصبحوا أكثر تخلفاً من المسلمين الموجودين في العالم الإسلامي!!!

هنالك تطرف كبير وقاتل ومؤلم لكل مسلم حقيقي ولكل إنسان معتدل في الحياة مهما كان دينه او اعتقاده. ماذا يجري في هذا العالم؟ ومن هذا المجرم الذي قام باغتيال المخرج الهولندي؟ هل هو مسلم؟ مسلم متطرف؟

اعتقد أن الأمور اختلطت كثيراً إلى درجة أنها أصبحت صعبة التفسير او المناقش. لكن الشيء الأساسي في كل هذا ان الكتب التي تدعي تفسير القرآن والأحاديث باتت في معظمها كتباً متطرفة تدعو إلى القتل وتغرق الناس في التخلف حتى النخاع. وأن الكثير من الدعاة والأئمة أصبحو طغاة يشرعون على هواهم وتبعاً لمصالحهم.

قبل سنوات كنت أظن أن من يقوم بفعل كالذي قام به قاتل المخرج الهولندي بأنه شخص مريض أو مجنون. ولكن مع ما نشاهده ونسمعه ونقرأه في هذا العالم نوقن جيدا بأن من يقومون بمثل هذه الأعمال ليسوا مرضى أو مجانين بل هم خاضعون لفكر تطرفي مختل يغذي فيهم الكره والحقد والتخلف ليحقق مكاسب مختلفة تختبئ خلف لحية أو عمامة هذا الشيخ او ذاك.

هل يمكن للطفل الذي يشرب حليب الفكر الملوث والمعادي للآخر إلا أن يفرز القتل والكراهية؟ هنالك أخطاء في التعليم والنهج الديني الذي أكل عليه الدهر وشرب تتسبب في قتل كل من يؤمن بالإنسانية ومبدأ الحوار والرأي والرأي الآخر.

وفي المقال المترجم الذي نشر على موقع قنطرة بقلم الكاتبة كتايون أميربور ما يدعو جميع العائلات إلى التمعن أكثر في جوهر الدين والاعتماد على التسامح وحرية الرأي وطرح الأفكار والالتزام بالدفاع عن الفكرة بالقلم أو بالقانون لا بالدم والقتل.

وبغض النظر عما تضمنه فيلم "الخضوع" للمخرج السينمائي الهولندي تيو فان غوخ، فإن دعوة الكاتبة لجميع المسلمين ان يعبروا عن استنكارهم للتعصب وأن يعلنوا انحيازهم بوضوح إلى تشريعات الدول الأوربية المقيمين فيها لابد أن تلاقي الصدى المناسب، لأن القتل الذي يسترشد به بعض المتعصبين والمتخلفين ليس له أية صلة بالدين لا من قريب ولا من بعيد.

وهنا تأتي الدعوة أيضا إلى العمل من جديد على إعادة النظر في التفاسير الدينية والحوار بشفافية في هذا المجال والتوقف قليلا عن منع ومصادرة الكتب كي يكون هنالك فرصة أمام الجميع لإمعان الفكر قليلاً والتوقف عن القتل باسم الدين.

مقال الكاتبة كتايون أميربور هنا