تبادل المعلومات عن الديانات من ضروريات العصر

يجتمع للمرة الثانية قرابة المائتين من الأئمة والحاخامات تلبية لدعوة من مؤسسة "رجال الكلمة" للحوار حول السلام بين الأديان. ويأمل المشاركون أن يخرج المؤتمر المنعقد في اشبيلية بنتائج ملموسة. تقرير كورينا هون

حاخامات في مؤتمر إشبيلية، الصةرة: أ ب
"عدم الاهتمام بالآخر والجهل به هم أسباب الخلافات والحروب الدينية"

​​

كان القائمون على تنظيم المؤتمر العالمي الثاني للأئمة والحاخامات يأملون أن ينعقد المؤتمر هذا العام في مدينة القدس، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق. ومع ذلك نجد البروفيسور أحمد أكغوندوز، الأستاذ بالجامعة الإسلامية في روتردام، متفائل من هذا اللقاء المنعقد في اشبيلية في منتصف مارس/آذار الجاري، خاصة وأن بعض المسيحيين مدعوين أيضا هذه المرة وبهذا تصبح ديانات التوحيد الثلاثة مشاركة في الحوار.

وكان البروفيسور أحمد أكغوندوز، الذي يشغل منصب أستاذ الشريعة الإسلامية وتاريخ القانون التركي، مشاركا في المؤتمر الأول الذي عُقد في بروكسل عام 2005. وعلى الرغم من الانتقادات التي صدرت آنذاك من جهات عديدة ضد البيان الختامي لهذا المؤتمر ووصفته بالغموض وأنه لم يأت بجديد، إلا أن أكغوندوز عارض هذا الرأي.

ويرى هناك إيجابية في أن يتفق مائة وخمسين ممثل للإسلام واليهودية من جميع أنحاء العالم على أن دياناتهم تقوم على نفس المبادئ، وعلاوة على ذلك يرى أستاذ القانون أن استماع الجانبين لبعضهم البعض والاستفادة من بعضهم البعض يعتبر نجاحا كبيرا.

أسباب الخلافات الدينية

والبروفيسور أحمد أكغوندوز، الذي يشارك في المؤتمر كعالم متخصص وكممثل للمسلمين في هولندا، على قناعة أن عدم الاهتمام بالآخر والجهل به هم أسباب الخلافات والحروب الدينية. ويرى أن تبادل المعلومات عن الديانات من ضروريات العصر، لأن السلوكيات الفردية من الممكن أن تكون عاملا من عوامل السلام، وهي الطريق الوحيدة لاستئصال آفة الراديكالية.

ويعتقد البروفيسور أن دراساته سوف تفيد في التخلص من الأحكام المسبقة وتوضيح حالات سوء الفهم.

أما كبير الحاخامات النمساوي باول خايم أيزنبرغ فلم يكن متفائلا إلى هذا الحد. فعلى الرغم من قناعته باعتدال المشاركين في مؤتمر اشبيلية وأنهم يسعون إلى الحوار، إلا أنه يرى سرعة ازدياد الاتجاهات الراديكالية اللاتي لا يوجد لها تمثيل على مائدة المفاوضات في اشبيلية.

وعلى الرغم من تشككه وارتيابه يأمل الحاخام أيزنبرغ أن ينتهي المؤتمر باقتراحات ملموسة من أجل السلام وأن يهتم بالمشاكل الفعلية مثل ممارسة الدين داخل الأسرة. وسوف يتطرق المؤتمر إلى التطورات السياسية الكبيرة أو إلى موضوعات مثل الرسوم الكاريكاتورية لأن المؤتمر ليس ندوة دينية محضة ولا يكاد يوجد خلاف بين الأديان الثلاثة من الناحية اللاهوتية.

وتمول هذا المؤتمر العالمي مؤسسة "رجال الكلمة" التي دعا إليها آلان ميشال الكاثوليكي الفرنسي وأسس قبل خمسة عشر عاما جمعية خيرية بهدف القضاء على الخلافات قبل أن تنتهي إلى صراع مسلح. ومنذ ذلك الوقت والجمعية تجمع بين الحين والآخر ممثلين للكتل المتعادية، وقد نجحت لأول مرة في عقد مؤتمر في بروكسل عام 2005، حيث كان لقاء عالميا كبيرا جمع أئمة وحاخامات.

بقلم كورنيليا هون
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2006
ترجمة عبد اللطيف شعيب

قنطرة

ملف حوار الأديان
إجراء حوار بين الأديان المختلفة هو إحدى دعائم التعايش السلمي في مجتمع متعدد الثقافات. يقدم الملف التالي أمثلة عن مبادارات الحوار الموجودة في ألمانيا وبلدان أخرى.

الحوار الإسلامي-اليهودي
تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس وعاهل بلجيكا ألبير الثاني تم تنظيم مؤتمر جمع مائة إمام وحاخام في بركسل. وانطلقت المبادرة من مؤسسة رجال الكلمة السويسرية

www

مؤسسة رجال الكلمة (باللغة الإنكليزية)