تقارب ألماني-مغربي

للمرة الثانية وبدعوة من السفارة الألمانية ووكالة الأنباء المغربية التقى العديد من الصحفيين والأكاديميين ورئيسة البرلمان الألماني أنتيه فولمر لمناقشة موضوع الإرهاب - من وجهة النظر الإعلامية

أنتيه فولمر، الصورة: د ب أ
أنتيه فولمر

​​.

رغم اختلاف وجهات النظر بين المغاربة والألمان حول مفهوم الإرهاب إلا أن الجميع قد لمس حدوث تقارب بالمقارنة باللقاء الأول قبل عام مضى والذى وصف آنذاك بانه انجاز كبير كما تقول أنتيه فولمر نائبة رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاغ) والتى شاركت فى الندوة:

"بالمقارنة باللقاء الأول فقد بدت الأجواء أكثر انفتاحا بشكل جعل المشاركين يرغبون بشدة فى ابداء الرأى مما أنتج آراء سياسية وتشددا سياسيا فى الوقت نفسه".

الفارق الواضح يتمثل فى بحث وسائل الإعلام الغربية ومنها الألمانية أيضا عن أسباب الإرهاب الإسلامى فى تلك الدول سواء كانت راجعة الى الأوضاع الاجتماعية المتردية أو لانتشار البطالة وحالة التشاؤم من المستقبل.

أما بالنسبة لوسائل الإعلام العربية فهى تسير على نهج حكوماتها القائل بأن الإرهاب هو ظاهرة ايدلوجية يحتج أنصارها على الغطرسة الآمريكية والإسرائيلية.

الاستماع فى حد ذاته لآراء الحاضرين والمحاضرين فى الندوة يعتبر نقطة تحول وعن ذلك تقول فولمير:

"الاجابة بنعم ولا فى الوقت نفسه . ففى أحاديثى مع رجال الدين كنت أتساءل دائما: هل هناك جذور خاصة بهذا المجتمع؟ وأرى مزيدا من التحرك والتفكير فى العديد من المشاكل مثل الفقر والفجوة بين الأغنياء والفقراء وعدم نقل هذه الأمور فى مناقشات عامة. فعلى سبيل المثال طالب أحد العلماء بضرورة فتح الحوار الصريح حتى فيما يتعلق بالأمور الدينية".

وقد شعرت "أنيتا فولمير" أثناء مقابلاتها فى المغرب بالسعادة المتنامية لقيام الملك بممارسة سلطاته على النطاق الدينى والاجتماعى وفرض رأيه على التقاليد الإسلامية المتطرفة. ومثال ذلك موافقته على قانون جديد للأسرة يمنح المرأة المغربية سلسلة من الحقوق. ويقرر الملك فى الأغلب الأعم مسار التوجه فى القضايا الدينية. فهل يمكن اعتبار ذلك طريقا مغربيا خاصا؟.

تقول فولمير:
"لقد كان هذا سؤالى بالضبط فهناك فوارق تعتمد على التقاليد الخاصة وأرى حرص صفوة المجتمع على المضى قدما فى طريق مغربى خاص".

وقد لعبت المرأة دورا هاما فى التأثير على مجريات الأمور فى المغرب واصدار قانون الأسرة الجديد سيزيدها شجاعة.

وحول الدور الذى يمكن أن تلعبه أوروبا تقول فولمير:
"المنتظر من أوروبا أن تقدم الحوار والتفاهم والدعم والمنح خاصة فى ظل رغبة خمسة وثمانين بالمائة من الشباب فى الخروج من البلاد لعدم وجود فرص مستقبلية. وعلى أوروبا أن تساعد المبدعين للتوجه اليها بدلا من أمريكا".

بيتر فيليب، دويتشه فيلله 2004
ترجمة حامد سليمان