الحكومة الانتقالية إلى أين؟

طالب رئيس الجمهورية العراقي الجديد غازي ياور بالسيادة الكاملة للعراق، فيما تم حل مجلس الحكم الانتقالي لتتولى الحكومة الانتقالية مهامها. تعليق بيتر فيليب

الصورة: أ ب
غازي ياور

​​

يتضح الان أن من اعتقد أنه ستظهر الحكومة الجديدة في هيئة مغايرة تماما لا يمكن اعتبارها على الاطلاق صنيعة من صنائع المحتلين الامريكيين، كان ساذجا وغير واقعي . فقد تم اختيار اياد علاوي كرئيس للحكومة الانتقالية. وهو شيعي يتميز بعلاقات وثيقة مع المخابرات الامريكية .

وقبل كل شيء آخر، فانه عضو في مجلس الحكم الانتقالي الحالي. وعليه فإن وجود مجلس الحكم الذي عين الامريكيون أعضاءه، لن ينتهي كليا، بل يحاول أعضاؤه حاليا تأمين انتقالهم الى الحكومة الانتقالية.

ومهما كان سبب ذلك، الا أنه يتضح أن مجلس الحكم غير المحبوب هو أحسن من سمعته. فعلى كل حال فان هيكله يمثل المجموعات الشعبية والدينية المختلفة في البلاد والتي من الضروري مشاركتها في بناء العراق في المستقبل.

واذا كان هذا الهيكل مناسبا في السنة الماضية، فلماذا لا يمكن اعتباره مناسبا حتى الانتخابات التي من المقرر اجراؤها في السنة القادمة؟

فرغم أن أعضاء مجلس الحكم عينوا من قبل الولايات المتحدة الامريكية، فان ذلك لا يعني على الاطلاق أنهم غير مناسبين لتولي مناصب سياسية . فهل يوجد أحد اعتقد بجدية أن الامريكيين يعينون شخصيات تعارضهم بكل حزم؟

ولم يكن توقع ذلك ممكنا بشأن مجلس الحكم، مثلما لا يمكن توقع ذلك بشأن الحكومة الانتقالية. وربما لا يمكن توقع ذلك أيضا بشأن أول حكومة سينجم تشكيلها عن انتخابات حرة من المقرر اجراؤها عام الفين وخمسة. فطالما لا يتم اجبار واشنطن على الانسحاب من العراق، فانها ستبذل كل ما في وسعها من أجل التأثير على التطورات فيه.

ولم ينجح مفوض الامم المتحدة للعراق الأخضر الابراهيمي في ترك آثار خاصة به على عملية التطبيع في البلاد . ورغم أنه أجرى محادثات مكثفة مع كافة الاطراف كانت الولايات المتحدة الامريكية هى التي حسمت كافة الامور في نهاية المطاف. وعليه فانه من المحتمل ألا يرمز الثلاثون من حزيران/يونيو الى تسليم السلطة، بل الى الاستمرارية في هذا المجال، وبما فيها الاستمرارية في الشغب والارهاب.

بقلم بيتر فيليب، دويتشه فيلله، 2004
ترجمة أخيم زيكللو