جم اوزديمير: "التوافق قائم بين الديموقراطية والإسلام"

يدعو جم اوزديمير عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني إلى ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، كي يتغلب المهاجرون الأتراك على حالة التمزق التي يعيشونها. حاورته أوتا فاسموت.

جم اوزديمير عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني، الصورة: دويتشه فيلّة
جم اوزديمير عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني

​​

يطالب جم اوزديمير عضو حزب الخضر الذي ترعرع في منطقة سفابيا الواقعة في جنوب غرب ألمانيا والمنحدر من أصل تركي بضم تركيا قريبا إلى الاتحاد الأوروبي مشيرا إلى وجود أهمية جوهرية لإدماج تركيا في الاتحاد نظرا لأن هناك ما يقرب من أربعة ملايين تركي يعيشون في دول الاتحاد. هذا وإن لم يؤيد كل الأتراك المقيمين هناك المفاوضات الجارية بهدف ضم تركيا إلى الاتحاد، فالمنظمات التركية ذات التوجه القومي في ألمانيا تنتقد عملية التحول التي تجتازها تركيا.

ما هي أسباب الضآلة النسبية لمعدلات اندماج الكثيرين من الأتراك المقيمين في ألمانيا في المجتمع ؟

جم اوزديمير: ينبغي البحث عن أسباب ذلك لدى الجانبين أي داخل المجتمع الألماني وفي صفوف المهاجرين أيضا. هناك صعوبة من جهة إزاء فرص "التغلغل" في المجتمع الألماني . من الأسباب الهامة لذلك النظام المدرسي، الأمر الذي دلت عليه على سبيل المثال نتائج "دراسة بيزا".

من جهة أخرى أهمل المهاجرون أنفسهم عملية إنشاء هياكل كان بإمكانهم إدماجها على نحو أفضل في المجتمع الألماني. على الرغم من ذلك فإن هناك مؤشرات عديدة تدل على تحسّن الأوضاع، على سبيل المثال في القطاع الثقافي وفيما يختص بوضع المرأة.

ينبغي أن يكون هدفنا موجها نحو خلق مجتمع تكون فيه كافة المجموعات السكانية، كالحال في الولايات المتحدة، ممثلة بمقدار متساو، وذلك لا بحكم كونها مجموعات للمهاجرين بل لكونها تتمتع بدرجة متساوية من القدرات والكفاءات كغيرها من المجموعات.

ما هي الآمال التي يعقدها الألمان المنحدرون من أصل تركي على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

اوزديمير: هذا الانضمام يجلب لهم أولا فوائد لها طابع عملي بحت. من أمثلة ذلك التمتع بحق المشاركة في انتخابات البلدية وتسهيل القواعد المتعلقة بالانتقال من بلد إلى آخر. الكثيرون من المهاجرين الأتراك الذين نزحوا مبكرا إلى ألمانيا تحدوهم الرغبة في العودة إلى تركيا. فلو تحقق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لمكنهم ذلك من العودة إلى بلادهم دون فقدان روابطهم بألمانيا.

كما أن بوسع تركيا في حالة انضمامها أن تصبح طرفا أكثر نجاحا في عملية إدماج الأتراك من اليوم، خاصة وأن إحراز الأتراك للنجاح في ألمانيا يخدم المصالح التركية أيضا. أخيرا وليس آخر فإن الانضمام من شأنه أن ينعكس إيجابيا وبصورة مباشرة على صورة الأتراك وسمعتهم في كل من ألمانيا وأوروبا.

هذا وإن لم يؤيد كل الأتراك المقيمين في ألمانيا انضمام بلدهم إلى الاتحاد الأوروبي. فبعضهم يعترضون على ذلك لكونهم يتحسسون صعوبات حيال التحول الذي سيطرأ على تركيا من خلال الانضمام.

ما هو صدى القرار الخاص بإجراء مفاوضات مع تركيا حول الانضمام في صفوف الألمان المنحدرين من أصل تركي؟

اوزديمير: جاء هذا الصدى إيجابيا في معظمه. لكن الملفت للنظر هو أن صدى ذلك كان سلبيا في صفوف مجموعات اللوبي التركية المدعومة من قبل الجهات الرسمية التركية، وهذا يعود إلى كونها ذات توجه قومي شديد. يقول ممثلو هذه المنظمات إن الاتحاد الأوروبي قدم لتركيا وعدا لن يكون بإمكانه الإيفاء به، كما أنهم ينتقدون ما يعتبرونه انقيادا في موقف تركيا نفسها نحو الاتحاد الأوروبي.

وقد اكتسب المرء انطباعا "من نوع خاص" حينما اتضح بأن المنظمات التي تموّلها تركيا ليست أبدا الجهة التي تمثل المصالح الحقيقية لتركيا. ففيما أصبحت تركيا في هذه الأثناء على قناعة بحتمية أدائها للإصلاحات فإن المنظمات المذكورة ما زالت تنفي وجود مدعاة لتلك الإصلاحات.

هل يساعد انضمام تركيا للاتحاد على المدى الطويل في احتواء المشاكل المتعلقة بهوية المهاجرين الأتراك في أوروبا الذين كثيرا ما عانوا من دوامة الانتماء إلى البلد الذي يعيشون فيه أو البلد الذين ينحدرون منه في الأصل؟

اوزديمير: هذا سوف يكون بطبيعة الحال الوضع الأمثل. لكن ألمانيا نفسها تواجه مصاعب فيما يتعلق بهويتها، على عكس الحال تماما بالنسبة للفرنسيين مثلا الذين يعتبرون تمسكهم بأصولهم أمرا طبيعيا. نعم إن بوسع أوروبا حقيقة أن توفّر الهوية المنشودة، فسيكون من الأسهل على المواطن التركي المقيم في ألمانيا أن يتحسس هويته "كأوروبي ألماني من أصل تركي" .

هل يحسّن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وضع المسلمين الآخرين ؟

اوزديمير: لا ينبغي أن نغالي في تقييم تأثير هذا العامل. مع ذلك فإن انضمام تركيا سيكون بالتأكيد مؤشرا هاما بكون رؤية أوروبا للإسلام تتسم بروح النزاهة والمساواة وليس من منطلق الكيل بمكيالين.كما أن الانضمام سيتضمن خطابا سياسيا بوجود توافق بين الديموقراطية والإسلام.

ما رأيك في المقترح المطالب بإجراء استفتاءات شعبية (في دول الاتحاد الأوروبي) حول مشروع انضمام تركيا؟

اوزديمير: ينبغي التصويت على نحو "أوروبي" بشأن المواضيع الأوروبية. لكن المسألة ستكون عقيمة لو اعتمد انضمام تركيا إلى الاتحاد على قرار صادر عن مالطة مثلا. فلو تقرر اعتماد طريق الاستفتاءات الشعبية لتوجب أن تكون الأغلبية المضاعفة هي المعيار أي الأغلبية في الدول والأصوات معا. كما كان من الضروري إجراء تلك الاستفتاءات في حالة كافة الدول المرشحة لعضوية الاتحاد وفي نفس التوقيت.

أجرت الحوار أوته فاسموت

ترجمة عارف حجاج

​​Copyright © 2005 Babel
International All Rights Reserved

قنطرة
ملف: تركيا والإتحاد الأوروبي
يخيم على النقاش حول القيم الحضارية والإسلام مرارا وتكرارا السؤال ، فيما إذا كانت تركيا تابعة للاتحاد الأوروبي أم لا.