"رئيس وزراء يعيش على كوكب أنقرة"

يقول منتقدو رجب طيب إردوغان إنَّه بدأ مثل باراك أوباما وانتهى مثل جورج دبليو بوش. ميشائيل تومانّ يلقي الضوء على إنجازات رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان وإخفاقاته ومدى التزامه بالمبادئ الإصلاحية التي اتخذها عنوانا لمسيرته السياسية والاقتصادية.

رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان
رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان- لقد بدأ مثل أوباما وانتهي مثل بوش

​​ أطلق في إسطنبول مؤخّرًا مواطن تركي منفعل النار من بندقيته على أشخاص أكراد كانوا يحملون أعلامًا ويرافقهم أطفال ويتظاهرون من أجل حزب العمَّال الكردستاني المحظور. ولكن ما رأي رئيس الوزراء التركي في ذلك؟ "أنصح بتوخي الصبر"، هذا ما قاله رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان للمنفعلين المتحمِّسين لإطلاق الرصاص: "ولكن إلى متى سيبقى المرء صابرًا؟ عندما تتعرَّض حياة مواطنينا للتهديد ويكون لدى المواطنين الوسيلة لحماية أنفسهم، فعندئذ سوف يفعلون ذلك". وهذه الجملة تشبه القذيفة. فهل دعا رئيس الوزراء التركي إلى تنصيب المواطنين أنفسهم قضاة أم لا؟ والجميع يخمِّنون أنَّه سوف يترك الوضع على هذا النحو.

وفي بداية العام القادم سيكون قد مضى على وجود رجب طيب إردوغان في السلطة ستة أعوام. والآن أثَّر في البلاد أكثر من معظم رؤساء الوزراء الذين سبقوه. ومن المعروف عن كبار المصلحين أنَّ الفترة الثانية من توليهم مناصبهم تكون في العادة أقل رشاقة وحيوية من الفترة الأولى. ولكن لا يلاحظ لدى إردوغان تدهور تدريجي، بل دوران كلي إلى اتِّجاه معاكس.

وكلّ ما صار يدلي به مؤخرًا يؤدِّي به بعيدًا عما حقَّقه حتى ذلك. وخطاباته تغضب تركيا والمراقبين الدوليين الذين أقنعهم بإصلاحات براغماتية. ويتحوّل موكب نصر إردوغان إلى مأساة رجل خرج من أجل تغيير النظام القديم والآن صار هذا النظام يستحوذ عليه.

وفي مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في إسطنبول في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر صعد رجب طيب إردوغان إلى منصة الخطباء. وكانت عيناه غائرة وأسفلها هالتان وكان فمه صغيرًا وتخرج منه كلمات كبيرة رنَّانة. وكان يردِّد كلمة "الإرهاب" ويقصد به حزب العمال الكردستاني. وكان الحضور الذين جلسوا في هذا المنتدى الاقتصادي من الاقتصاديين ورجال الأعمال ووزير المالية وأصحاب البنوك. وقد أتوا من أجل النقاش حول الأزمة الاقتصادية العالمية، بينما تحدَّث إردوغان طيلة خمس وعشرين دقيقة حول "الإرهاب".

متظاهرون مؤيدون لحزب العدالة والتنمية
تفاقمت في الصيف الماضي الأزمة السياسية الداخلية في تركيا، عندما أعلن المدَّعي العام عن تقديمه طلب لحظر حزب العدالة والتنمية ومنع رئيس الوزراء من ممارسة العمل السياسي

​​ وكان يتحدَّث بنبرات متقطِّعة وباندفاع وبلهجة تهديدية وكأنَّما كان يشعر بعدم الاهتمام الذي ساد في الصالة. وثم أضاف بعض الكلمات القصيرة بخصوص الأزمة المالية التي لا تعتبر في تركيا - مثلما زعم - سيئة إلى هذا الحدّ. وغادر المنصة متعبًا تاركًا المستمعين منهكين. وتساءل أحد الاقتصاديين قائلاً: "على أي كوكب يعيش هذا الرجل؟".

وأردوغان يعيش على كوكب أنقرة. وصحيح أنَّ كوكبه هذا مأهول، بيد أنَّه يكاد يكون غير مصنوع من أجل البشر؛ بشوارع عريضة للسيَّارات وأسلاك شائكة مرتفعة ووزارات ضخمة - مدينة فظَّة بالنسبة للمعتزلين غير المرغوب فيهم. وتم في عام 2002 إبعاد إردوغان، الإسلامي السابق من البرلمان على الرغم من أنَّ حزبه، حزب العدالة والتنمية، قد فاز بالأغلبية المطلقة. ولم يصبح رئيسًا للوزراء إلاَّ من خلال إعادة الانتخابات؛ وتعرَّض بصفته رئيسًا للوزراء لعدة محاولات انقلابية.

وثم تقدَّم المدَّعي العام بطلب لحظر حزب العدالة والتنمية ومنع رئيس الوزراء من ممارسة العمل السياسي، ولم يفشل هذا الطلب إلاَّ بسبب عدم نيله صوتًا واحدًا من أصوات القضاة. وحكمت المحكمة السياسية على حزبه واعتبرته أنَّه يقوم بأنشطة مناهضة للعلمانية؛ وما يزال يقف في تركيا هذا المصلح الشجاع على عتبة السجن.

"سوف تدفعون ثمن ذلك"

وكيف يتصرَّف المرء في هذا الوضع؟ يكافح؛ بيد أنَّ رجب طيب إردوغان لم يختار بنفسه خصومه الأقوياء في أجهزة الدولة، بل اختار خصومه من الصحفيين الناقدين. وكان رئيس الوزراء، رجب طيب إردوغان ينزل إلى مستوى متحفظ عندما كانت إمبراطورية أيدين دوغان إردوغان Aydin Dogan Erdogan الإعلامية تهاجمه وغالبًا بتهم غير سليمة؛ إذ كان يتوعَّد صحفيي دوغان وسيِّدهم قائلاً لهم بغضب: "سوف تدفعون ثمن ذلك!".

وقبل ذلك رفع دعاوى على كاريكاتوريين رسموه بصورة قطة. والآن طرد سبعة مراسلين صحفيين تابعين للمعارضة من مجموعة الصحفيين الخاصة برئيس الوزراء. وهكذا يتحوّل رئيس الوزراء إلى شخص معادٍ لحرية الصحافة.

وهذا مثير للدهشة والعجب بالنسبة لرجل حقَّق الكثير - وذلك لبضعة أسباب منها لأنَّ بإمكانه استغلال الحرِّيات المحدودة في الديمقراطية التركية غير الكاملة. وفي البدء كان رجب طيب إردوغان الذي يعتبر ابنًا لبحَّار من البحر الأسود يعمل بائعًا للكعك في منطقة قاسم باشا - في هذا الحي الفقير الواقع في القرن الذهبي في إسطنبول. وكان يضع يده التي يقبض بها القطع النقدية الصغيرة في جيب بنطاله اليسرى؛ ويسدِّد بقبضة يده اليمنى عندما كان يغشّه أحد ما. فقد كان لديه دائمًا القليل من الغضب.

سخونة في الشارع التركي
إصلاحات متعثِّرة - وعد إردوغان مرَّات كثيرة بإجراء إصلاحات في الدستور. وبدلاً عن ذلك غيَّر المواد الخاصة بالحجاب

​​ "الإمام بيكنباوَر"

لقد حقَّق رجب طيب إردوغان نجاحًا في ملاعب كرة القدم؛ حيث كانوا يطلقون عليه اسم "الإمام بيكنباوَر". غير أنَّ سراويل كرة القدم القصيرة لم تكن تعجب والده المتشدِّد في الدين. فتخلى إردوغان عن ملابس كرة القدم ودرس الاقتصاد السياسي ودخل في فريق حركة ملِّي غوروش الإسلامي.

وغير أنَّه لم يغيِّر تركيا بصفته إسلامويًا، بل بصفته سياسيًا براغماتيًا. وافتتح عندما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول أوَّل مترو أنفاق في تركيا وحوَّل التدفئة باستخدام الفحم الملوِّث للبيئة إلى استخدام الغاز الطبيعي، كما أنَّه قام بتشجير إسطنبول. وعندما أصبح رئيسًا للوزراء فاجأ كلَّ الذين كانوا يشكّون بهذا السياسي المنطوي على نفسه.

وفي حديث أجرته معه قبل خمسة أعوام صحيفة دي تسايت الأسبوعية الألمانية أكَّد قائلاً: "نحن نريد الدخول إلى الاتِّحاد الأوروبي ونريد فعل كلِّ شيء من أجل ذلك، حتى وإن كان هذا الأمر مؤلمًا". وكذلك صدَّقه المرء فيما قال عندما كان يجلس بشعر مسرَّح بعناية مرتديًا بذلة زرقاء داكنة اللون أمام صورة أتاتورك.

وكذلك نقَّى إردوغان القانون الجزائي الذي يستهتر بحقوق الإنسان ودعم حقوق المرأة على نحو غير مسبوق منذ عهد أتاتورك، كما أنَّه وسَّع نطاق حقوق الأكراد وصالح تركيا مع جيرانها ذوي التوجّهات العدائية. وبلغ أيضًا مرحلة مفاوضات الالتحاق بالاتِّحاد الأوروبي. ويقول فهمي كورو Fehmi Koru، أحد حلفائه من الكتَّاب الصحفيين: "لقد بدأ مثل أوباما وانتهي مثل بوش".

وفهمي كورو هو واحد من الكثيرين الذين ينسحبون في هذه الأيَّام. قال إردوغان بغضب: "يجب عليه أن يخجل على نفسه". وهذا لا ينطبق فقط على كورو. فقد استقال العديد من كبار سياسيي حزب العدالة والتنمية وأعلن آخرون أنَّهم لن يستمرّوا ولكنَّهم يريدون في المستقبل الاهتمام أكثر بمهنهم المدنية. وكذلك يتنحَّى صحفيون ليبراليون ومعلِّقون محافظون ومذيعون في التفزة. وهكذا يصبح رئيس الوزراء وحيدًا؛ إذ ينقصه شخصًا مقرَّبًا منه وقويًا يعتمد عليه ويخالفه في رأيه. فمَنْ الذي ما يزال ينصحه؟

"نحن أمَّة ومَنْ لا يناسبه هذا يستطيع الذهاب "

أمينة أردوغان، الصورة: أ.ب
استشارات سياسية خلف الكواليس - أمينة، عقيلة رجب طيب إردوغان

​​ دُعي قبل عشرة أيام رجب طيب إردوغان وحرمه مع بعض الفنانين والمثقَّفين إلى منزل خاص في إسطنبول. وكان يجب هناك ترك الأربطة السياسية على الشمَّاعة. وقدَّم رجب طيب إردوغان وحرمه أمينة نفسيهما على أنَّهما زوجان ممتعان.

ولكنَّها قاطعته مرَّة في الكلام؛ بيد أنَّه كان يصمت عندما كانت تتكلَّم - ربَّما من باب اللباقة والأدب؟ ولكن كان الأهم هو توزيع الأدوار؛ ففي الخارج يجوز لرجب طيب إردوغان إحداث ضجة، بينما تعطي أمينة الأوامر داخل عشِّ الزوجية. هكذا بدت حالهما على أقل تقدير، حيث ذكر أنَّ أمينة تقدِّم له أيضًا النصائح والاستشارات. ولكنَّها تعدّ أكثر من ذلك امرأة غير سياسية ولا توجد لديها مُثل إصلاحية يمكن لها أن تطلب منه الصبر والاستمرار.

وإردوغان لم يصبر، إذ إنَّ إصلاحاته تعثَّرت. فقد وعد مرَّات كثيرة بإجراء إصلاحات في الدستور. وبدلاً عن ذلك غيَّر المواد الخاصة بالحجاب. ووعد بزيادة حرِّية الرأي. ولكن تم من جديد اتِّهام سبعة وأربعين شخصًا استنادًا إلى المادة رقم 301 التي تلجم الأفواه. وكذلك تعهَّد بمنح الأكراد والعلويين حقوقهم؛ والآن تقوم الشرطة بقمعهم. ولكن لماذا؟

ينظر من يفهمون إردوغان إلى المحاولات الانقلابية والانتخابات باعتبارها تقضي على الإصلاحات. ففي العام الماضي تحتَّم عليه تخطِّي انتخابات برلمانية وفي شهر آذار/مارس القادم سوف يتم إجراء الانتخابات الوزارية. ويضاف إلى ذلك تعامل أوروبا غير العادل مع تركيا؛ حيث توضع دائمًا أمام تركيا عقبات جديدة، بينما تتقدَّم كرواتيا نحو نيل عضوية الاتِّحاد الأوروبي.

وزد على ذلك ميل أنجيلا ميركل إلى منح تركيا امتيازات الشراكة ومعاداة نيكولاي ساركوزي المكشوفة لتركيا. وقال أحد المقرَّبين من رئيس الوزراء التركي: "هم لا يريدونه في النادي الأوروبي وهذا أصابه في الصميم". ولكن من الممكن أيضًا أن يكون تفسير ذلك أنَّ إردوغان لم يعد يريد. فقد قال الناطق باسمه ونائبه، جميل جيشيك Çemil Çicek قبل بضعة أيام: "لدى تركيا مشكلات أخرى غير أوروبا". ولكن ما هي هذه المشكلات؟

القمامة والمدينة والموت

سافر مؤخرًا رئيس الوزراء التركي إلى مدينة هكاري الواقعة في عمق المنطقة الكردية وغير البعيدة عن الحدود العراقية. وكانت تنتظره هناك القمامة والمدينة والموت، حيث لم تقم الإدارة الكردية بتنظيف المدينة من القمامة من أجل استقباله، كما أنَّ حزب العمال الكردستاني قتل في منطقة غير بعيدة عن هكاري قبل فترة غير بعيدة سبعة عشر جنديًا تركيًا.

الحشود العسكرية التركية في المناطق الكردية، الصورة: ا.ب
وعد إردوغان بإيجاد حلّ للمشكلة الكردية في تركيا، ولكنه صار يتحدَّث في هذه الأثناء بلهجة شديدة

​​ وإردوغان الذي وعد قبل ثلاثة أعوام بمعالجة "المشكلة الكردية في تركيا" أصبح يسدِّد الآن بعملات أخرى. "نحن نقول أمة واحدة وعلما واحدا وبلدا واحدا ودولة واحدة. ومَنْ الذي يستطيع معارضة ذلك؟ ومَنْ لا يناسبه هذا يمكنه الذهاب". وفي هذا الخطاب أمر مهم ذو وجهين؛ فإردوغان يستخدم في بلده معايير مختلفة عما استخدمه في تحذيره من اندماج الأتراك الألمان قبل تسعة أشهر في مدينة كولونيا؛ كما أنَّه يحذِّر الأكراد ويتبنَّى لغة القومويين الأتراك.

ولم يكن خطابه هذا زلة لسان، إذ إنَّه أعاده عدَّة مرَّات. وعليه فإنَّ إردوغان، هذا السياسي المشهور المنطوي على نفسه، قد وصل بشكل محزن إلى مركز الدولة الوحدوية القومية. وكان يريد تغيير نظام الحكم العلماني المطلق الذي كان يعاني منه بصفته مسلمًا سنِّيًا مثلما يعاني منه العلويون والمسيحيون.

والآن صار يخضع لهذا النظام. وبينما كان يلقي خطابه حول "الأمة الواحدة" كان المدَّعي العام يطالب بسجن متظاهرة كردية عمرها خمسة عشر عامًا مدَّة ربع قرن. وللمرَّة الأولى أفرح الجيش رئيس الوزراء وقدَّم له تقريرًا حول عمليَّاته القتالية ضدّ الإرهاب. وإردوغان دافع عن الجيش ضدّ انتقادات الصحافة - فلا يمكن أن يكون هناك انسجام أكثر من هذا.

وهذا التطوّر يغيِّر تركيا. حيث صار إردوغان يؤثِّر على القوميين مثل المهدِّئ. وأثنى وزير دفاعه على التهجير القسري لما يزيد عن مليون يوناني وأرمني إبَّان تأسيس الدولة التركية في العام 1923. وقال في الجدال الدائر حول المصادمات التي وقعت بين الأكراد والشرطة رجل غير معروف حتى الآن من أعضاء حزب العدالة والتنمية بصوت لاهث: "أنا لست مغرمًا بإطلاق الرصاص، ولكنَّني سأقتل عن طيب خاطر الذين يجرمون في حقِّ دولتي وأمَّتي".

ويلتزم رئيس الوزراء الصمت إزاء هذه الهجمات، في حين لا يستطيع الليبراليون الأتراك تصديق سمعهم. ورجب طيب إردوغان يودِّعهم ويودِّع جميع الذين اعتقدوا أنَّ بإمكانه إيصال تركيا إلى أوروبا.

ميشائيل تومانّ
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: دي تسايت/قنطرة 2008

يعمل ميشائيل تومانّ مديرًا لمكتب صحيفة دي تسايت الأسبوعية في الشرق الأدنى والأوسط.

قنطرة

سياسة الحكومة التركية تجاه الأكراد:
وخطوة إلى الوراء
السياسة التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية حيال الأكراد تختلف جذريا عن مواقف الأحزاب الأخرى. ومع ذلك لا بد من لوم رئيس الوزراء إردوغان لتوقفه عن متابعة سياسة المصالحة مع الأكراد تحت ضغط القادة العسكريين وأصحاب النزعات القومية. مقال كتبته سوزانه غوستن.

فشل حظر حزب العدالة والتنمية:
تركيا تتنفَّس الصعداء
فاجأت المحكمة الدستورية التركية المراقبين برفضها طلب حظر حزب العدالة والتنمية. وبهذا حصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على فرصة ثانية لإنهاء الصراع الدائر على السلطة بين العلمانيين والإسلاميين. كما شكَّلت المسألة الكردية عاملاً مهمًا في قرار المحكمة. تعليق من ديلَك زابتچي أُوغلو.

موروث أتاتورك اليوم:
الإسلام والكِماليّة في تركيا
نظرة إلى المشهد السياسي التركي الحالي يشير بوضوح إلى إمكانية التعايش بين الوسط الإسلامي مع الموروث اللائكي لمؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك. بكيم أغاي يتقصى طبيعة هذه العلاقة، كما يعرض تعامل الكمالية مع الإسلام.