حاخام إسرائيلي يدافع عن حقوق الفلسطينيين

الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية قد يشكل العقبة الأكبر أمام المفاوضات المباشرة بين محمود عباس وبنيامين ناتنياهو التي افتتحها الرئيس أوباما في واشنطن. دانييل بيلتس قام بزيارة حي سلوان في القدس الشرقية وتحدث إلى الحاخام يهيل غرينيمان، المسئول في منظمة حقوق إنسان تدافع عن حقوق الفلسطينيين حول أبعاد إشكالية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

الحاخام يهيل غرينيمان بصحبة أحد الفلسطينيين، الصورة راب برميان
تتعرض المنازل في سلوان لهجمة كبيرة من قبل المستوطنين، كما يوضح الحاخام غرينيمان

​​ قبل أيام قليلة تطايرت الحجارة والزجاجات الحارقة في سلوان، أحد الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة، وسارعت الشرطة الإسرائيلية لصد الفلسطينيين المتظاهرين ضد المستوطنين اليهود الذين يواصلون التقدم نحو الأحياء العربية للقدس.
وبمعية الحاخام يهيل غرينيمان، المسئول في منظمة لحقوق الإنسان دخلنا سلوان في سيارته لكونه اليهودي الوحيد الذي بإمكانه التحرك فيها دون خوف أو وجل من غضب الناس باستثناء الشرطة والجنود بالطبع ومدافعين آخرين عن حقوق
الفلسطينيين.

"كان بالفعل يوما سيئا للغاية"

وتحدث الحاخام غرينيمان، وهو نائب مدير منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" عن سلوان فقال إنها أحد أكبر الأحياء العربية في المدينة، وهو قادم إليها لمساعدة أناس مهددين بترك سكنهم بالقوة على يد الشرطة. وسار الحاخام قاصدا وسط أحد أزقة الحي ووقف فجأة أمام أطلال منزل تمدّدت أساساته المحطمة على الأرض. وبدت إلى جانب الأساسات حجارة صغيرة وألواح خشب وجزء من فراش.

الجدار، الصورة دويتشه فيله

​​ وبعد أن أوضح أن بلدية القدس أصدرت قبل عام قرارا بهدم المنزل عرض ما حصل في ذلك اليوم قائلا إنه كان يقف خلف جدار المنزل مع عدد من الصحافيين ويلتقط صورا تظهر وجود شرطة وجنود على سطوح المنازل، وشرطة محصنة أمام المنزل وإلى جانبها جرافات. وتابع "لقد اتصلت شخصيا بإدارة البلدية، إلا أن هذا لم يوقفهم عن هدف هدم المنزل، وعلى الأثر انفجر العنف وطارت الحجارة وجرى استخدام الغاز المسيل للدموع وتم إطلاق النار، وكان هذا اليوم بالفعل يوما سيئا للغاية".

أبو دياب: إن دمروا منزلي سأموت تحت أنقاضه"

وطرق الحاخام غرينيمان باب منزل جار مكون من طابق واحد، ففتحه فخري أبو دياب الذي يعيش فيه مع عائلته، وقد يكون الضحية التالية لنهج الهدم. وفي الداخل أخرج أبو دياب من كيس بلاستيك أخضر رسالة رسمية من بلدية القدس تُعلمه أن منزله سيهدم بدوره قريبا. وأردف أبو دياب: "ننتظر مجيء الجرافات، ننتظر حلول الكارثة على عائلتي وعلى حينا أيضا". وأضاف بلهجة محذّرة: "لكن وعدي هو إن أتوا سأتحصّن مع عائلتي في بيتي، وإن دمروا المنزل سأقضي تحت
أنقاضه".

منازل مهدمة في سلوان، الصورة دويتشه فيله
أبو دياب: إن دمروا منزلي سأموت تحت أنقاضه"

​​ منذ ثلاثة أجيال تعيش عائلة فخري أبو دياب في سلوان، ومع ذلك لا تملك العائلة ترخيصا بمنزلهم. في الأصل لم يكن البيت يشكل أكثر من غرفة واحدة، وعندما رغب أبو دياب بتوسيعه بعدما أصبح له أطفال لمس ما يعايشه العديد من فلسطينيي القدس الشرقية، أي تمنّع مجلس البلدية عن إعطائه رخصة بناء. وبقي المجلس يطلب منهم أوراقا وثبوتات وطلبات وغير ذلك على مدى ثلاث سنوات إلى أن نفد صبر الأخير وعمّر دون رخصة. عن ذلك يقول: " كان علي أن أعمّر، لم يعد لي أي خيار آخر. كان هذا قبل 22 سنة ومنذ ذلك الحين أدفع ضرائب على المنزل، فان كان بني بصورة غير مشروعة فلماذا يتوجب علي دفع ضريبة عليه"؟. وأردف: "لكن الأمر يتعلق بالسياسة في واقع الحال، هم يريدون هذه
الأرض لا الناس الذين يعيشون عليها، إنهم يريدون طردنا من هذا الحي".

هدم 20 منزلا عربيا "لبناء حديقة سياحية"

ويخطط مجلس البلدية بالفعل لهدم عشرين منزلا في سلوان من أجل إقامة حديقة آثار للسائحين مكانها. على المستوى القضائي ليس بإمكان ساكنيها فعل شيء لكونهم لا يملكون أي ترخيص. ويحاول الحاخام غرينيمان ومنظمته "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" تقديم المساعدة حيث قاموا سوية مع أبو دياب بالاحتجاج ضد إخلاء المنازل، ودفعوا أجور المحامين، وجلبوا صحافيين إلى سلوان، لكنهم فقدوا في الواقع أي أمل بمنع عملية الهدم.

دانييل بيلتس/اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي

حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

كتاب المؤرخ الإسرائيلي موشيه تسيمرمان "الخوف من السلام":
هل يخشى الإسرائيليون السلام أكثر من الحرب؟
لِمَ تجمدت عملية السلام في الشرق الأوسط؟ الجواب: لأن الإسرائيليين يخشون السلام أكثر من الحرب: هذه هي النظرية المستفزة التي يتبناها المؤرخ الإسرائيلي موشيه تسيمرمان في كتابه الجديد الذي صدر بعنوان "الخوف من السلام". إينا روتشايت تحدثت إلى المؤرخ الإسرائيلي تسيمرمان.

حوار مع الصحفي الألماني فولكهارد فيندفور حول المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين:
"الشرق الأوسط سيظل سنوات أخرى في حالة اللاسلم واللاحرب"
رغم الإعلان عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الشهر المقبل في واشنطن يبدو الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ومراسل مجلة دير شبيغل الألمانية في القاهرة منذ 1974 فولكهارد فيندفور متشككا في جدوى استئنافها. منصف السليمي في حوار مع الإعلامي الألماني المعروف فيندفور.

تعثّر عملية السلام في الشرق الأوسط:
فقدان الأمل في قيام دولة فلسطينية
"الأرض مقابل السلام" - هذه هي الصيغة التي اعتمدت عليها في العام 1993 اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والإسرائيليين. ولكن حتى الآن لم يقترب الفلسطينيون أي خطوة من تحقيق حلمهم في إقامة دولتهم. بيرغيت كاسبر تسلِّط الضوء على ما آلت إليه عملية السلام.