مشاركة عربية تعكس نقص الترجمة

انطلاق فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بمشاركات رمزية ومتواضعة من قبل دور النشر العربية، حيث تهدف المشاركة إلى تبادل حقوق ترجمة بعض الإصدارات، أما العراق فقد عاد للمشاركة في المعرض بنحو 500 عنوان بعد فترة غياب طويلة. عماد غانم زار المعرض وأعد هذا التقرير.

الصورة د.ب.ا
شهد معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام حضورا عربيا باهتا.

​​ انطلقت يوم الأربعاء (6 تشرين الأول/ أكتوبر) فعاليات الدورة 62 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وقد سجل المعرض في دورته لهذا العام رقماً قياسياً جديداً، إذ بلغ عدد العارضين 753 دار نشر عالمية من 111 دولة. وتعد الأرجنتين ضيف شرف المعرض في وقت حققت هي الأخرى رقماً قياسياً جديداً في عدد العناوين باللغة الألمانية للدول المشاركة من غير الناطقة بالألمانية، إذ تُرجم أكثر من 220 عملا لكتاب أرجنتينيين إلى اللغة الألمانية في مختلف المجالات، كان للأدب النصيب الأكبر منها.

لكن على الرغم من هذا العدد الكبير من دور النشر المشاركة في المعرض، إلا أن الحضور العربي جاء متواضعاً كعادته في الدورات السابقة من المعرض، إذ إن عدد دور النشر العربية المشاركة لم يتجاوز الأربعين، أغلبها دور نشر خاصة، وأخرى حكومية من العراق ومصر والأمارات العربية المتحدة والسعودية. كما "يمثل اتحاد الناشرين العرب بصورة رمزية دور نشر عربية أخرى، لم تتح لها فرصة الاشتراك في المعرض"، كما قال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد عبد اللطيف طلعت في حوار مع دويتشه فيله. وأضاف طلعت أن "الهدف الرئيس من المشاركة هو الاتصال بدور النشر الغربية وتبادل الحقوق ومحاولة الترويج لإعطاء حقوق ترجمة بعض الإصدارات العربية إلى اللغات الأوروبية".

وفي الإطار ذاته قال وكيل وزارة الثقافة المصرية، أحمد صلاح زكي، في حوار مع دويتشه فيله إن الهدف من مشاركة الهيئة المصرية العامة للكتاب هو "الاطلاع على آخر الإصدارات الأوروبية في مجالات الفكر والحصول على حقوق ترجمتها إلى العربية. ومن الطبيعي أن يشكل معرض فرانكفورت الدولي للكتاب فرصة ذهبية لنا". كما تطمح دور النشر العربية المشاركة في المعرض إلى "فتح سوق جديدة للكتاب العربي في أوروبا، والوصول إلى شريحة من القراء المقيمين فيها"، كما يقول صفوت أباظة من مركز الأهرام للنشر والترجمة.

الحلقة المفقودة في الحوار بين الغرب والشرق

، الصورة دويتشه فيله أحمد صلاح زكي وكيل وزارة الثقافة المصرية
"نسعى إلى الاطلاع على آخر الإصدارات الأوروبية في مجالات الفكر والحصول على حقوق ترجمتها إلى العربي".

​​ ويرى طلعت أن الحوار الثقافي بين العالم العربي وألمانيا يعتمد اعتماداً رئيسياً على الترجمة بين أدبي وفكر هاتين البيئتين الثقافيتين المختلفتين. ويذهب رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى أن هناك حاجة إلى توازن بين دفتي حركة الترجمة هذه، إذ إن "الترجمة من الآداب الأوروبية إلى العربية قائمة منذ أكثر من قرن من الزمن وفي مختلف جوانب الفكر، لكن الذي ينقصنا هنا ترجمة الإبداعات العربية إلى هذه اللغات الأوروبية".

ويحلاظ المتجول في أروقة دور النشر العربية المشاركة غياباً شبه تام للإصدارات العربية المترجمة إلى الألمانية، إذ اقتصرت على إصدارات معدودة في إطار مشروع قلم، وهو مشروع مشترك بين هيئة أبو ظبي للثقافة والفنون ودار لسان السويسرية. لكنها كانت مقتصرة على قاصين وشعراء إماراتيين، وهي الخطوة الأولى من هذا المشروع كما يقول مدير النشر في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد عبد الله الشحي. وأوضح الشحي أنه في المراحل القادمة من هذا المشروع ستتم ترجمة أعمال كتاب وشعراء من دول الخليج إلى الألمانية، ومن ثم يشمل بشكل أوسع في مرحلة قادمة أعمالاً لأدباء عرب آخرين.

عودة المشاركة العراقية

الصورة دويتشه فيله

​​ ومن اللافت أيضاً في دورة هذا العام من معرض فرانكفورت للكتاب عودة العراق إلى المشاركة في فعاليات المعرض بعد غياب طويل. وعن طبيعة المشاركة العراقية قال القاص سعد خيون إن دار الشؤون الثقافية العامة أخذت على عاتقها تمثيل العراق في المعرض "لغرض إثبات الوجود العراقي ودخول سوق عالمية جديدة للكتاب، ورغم الكثير من المعوقات شاركت الدار بعرض قرابة 500 عنوان في مختلف فنون الأدب والفكر".

وأضاف خيون أن "من يطلع على إصدارات الدار يرى نقلة نوعية في إصدارات دور النشر التي كانت قبل عام 2003 مقتصرة على تمجيد النظام السابق ورموزه في الفترة التي فرضت فيه على الدار عزلة تامة عن الآداب والثقافات الأخرى في تسعينات القرن الماضي بشكل خاص". ويشير خيون إلى أن "دار الشؤون الثقافية العامة، التي كانت يوماً ما الأكبر في الشرق الأوسط من حيث غزارة الإنتاج التي وصلت إلى أكثر 360 كتاب سنوياً، بدأت اليوم بنشر كتب بعيدة في موضوعاتها عن نزعة التمجيد الضيقة الأفق. كما قامت بإعادة طباعة مؤلفات الأدباء العراقيين التي كانت ممنوعة التداول والقراءة في العراق قبل عام 2003".

وعلى هامش المهرجان أقامت الدار معرضاً للمصور العراقي إحسان الجيزاني، تسلط صوره الضوء على واقع الحياة اليومية في العراق في ظل مصاعبه وأوضاعه الأمنية المتردية. كما تنقل صورة المعرض مشاهداً لبيئة الأهوار في جنوب العراق وما فيها من تداعيات. ومن المقرر أيضاً أن تقيم الدار على هامش المعرض ندوة ثقافية عن الحلقة المفقودة في التواصل بين أدباء المهجر العراقيين ونظرائهم في داخل العراق.

عماد مبارك غانم/ فرانكفورت
مراجعة: ابراهيم محمد
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

انتقادات
العالم العربي في فرانكفورت فرصة أم كارثة؟
معرض فرانكفورت 2003 في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم تبدأ الدورة الجديدة لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب والذي يعد اكبر تجمع تجاري لحقوق الطبع ومن أهم الأحداث الثقافية العالمية. وفي هذه الدورة سيكون العالم العربي هو ضيف الشرف. هل استعد العرب لهذا الحدث أم سيظلون كما أطلق عليهم دائما "ملوك الفرص الضائعة"و"أصحاب إمبراطورية الكلام والبيانات"؟ نيللي يوسف تحدثت مع بعض المثقفين ومع رئيس اتحاد الناشرين العرب

تركيا ضيف شرف في معرض فرانكفورت للكتاب:
ضيف بأجندات سياسية حزبية؟
طال النزاع الدائر في تركيا على السلطة بين العلمانيين والإسلاميين أيضًا المشهد الثقافي، إذ ألقى هذا الصراع بظلال سلبية على معرض فرانكفورت للكتاب من خلال تهديد مجموعة من الكتّاب الأتراك مقاطعة هذا المعرض احتجاجًا على حكومة حزب العدالة والتنمية. سوزانة غوستنفي في قراءة للمشاركة التركية في معرض فرانكفورت للكتاب.

معرض فرانكفورت للكتاب 2008:
الثقافة التركية تبتسم في واحة فرانكفورت الفكرية
نجحت تركيا، ضيق شرف الدورة الستين لمعرض فرانكفورت للكتاب، في تقديم ثقافتها المتنوعة بشكل ناجح عكس ثراءها التاريخي وديناميكيتها المعاصرة. أما الحضور العربي فتميز بتواضعه رغم أنشطة مؤسستي محمد بن راشد آل مكتوم وهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث. لؤي المدهون ينقل لنا صورة عن فعاليات المعرض.