عقبة الدين أم قوانين الهجرة؟

استضافت مدينة دمشق خلال الفترة من 14 ولغاية 18 آب/ أغسطس لقاء دوليا ركزت فعالياته على كيفية دفع الحوار بين الغرب والشرق إلى الأمام وذلك ضمن مجموعة نشاطات أطلقتها مؤسسة آنا ليند الأوروبية المتوسطية للحوار بين الثقافات. عفراء محمد من دمشق تلقي الضوء على فعاليات هذا الملتقي الدولي .

جانب من فعاليات هذا اللقاء الدولي، الصورة: عفراء محمد
المشاركون في الندوة الدولية، التي نظمتها مؤسسة آنا ليند الأوروبية المتوسطية للحوار بين الثقافات

​​استضافت مدينة دمشق خلال الفترة من 14 ولغاية 18 آب/ أغسطس لقاء دوليا مهما ركزت فعالياته على كيفية دفع الحوار بين الغرب والشرق إلى الأمام وذلك ضمن حملة على مستوى المنطقة أطلقتها مؤسسة آنا ليند الأوروبية المتوسطية للحوار بين الثقافات. وشارك في اللقاء ناشطون شباب من دول أوروبية ومتوسطية بينها ألمانيا وسوريا وتركيا والدانمرك. أما ورش العمل فتناولت دور الإعلام والشباب في دفع عملية الحوار بين الشباب العربي والأوروبي ومشاكل الاندماج على ضوء ذلك.

"التفرقة حسب الدين تعيق الحوار والاندماج"

رأى بعض المشاركين أن العلاقة الشاملة بين المسلم ودينه تعيق عمليتي الحوار والاندماج. "بعض الغربيين يتسم بالتدين، غير أنهم لا يمارسون الشعائر الدينية بشكل يومي ومكثف كما يفعل كثير من المسلمين، الذين يعيشون دينهم كل دقيقة وثانية"، يقول كاسبر بالم، من مجلس الشباب الدانمركي. ويتم ذلك أحيانا ، حسب رأيه، من منطق متزمت أو متحجر يصنف من لا يقوم بذلك على أنه كافر. وذكر كاسبار بأن "الكثير من المسلمين يفضلون السكن في الأحياء التي تضم مسلمين آخرين بشكل يؤدي إلى عزلتهم وتقوقعهم عن مجتمعاتهم الأوروبية".

يرى بعض المشاركين أن مشكلة مراوحة الحوار والاندماج في مكانهما ليس لها علاقة بالدين، بل في الكثير من الأحيان بقوانين الاندماج الغربي"

​​ وفي هذا السياق ترى سوزانه كرينز، من مؤسسة إستراتيجية الحوار في ألمانيا، أن الأوروبيين لا يفرقون بين الناس حسب دينهم، بقدر ما يفرقون بينهم حسب عملهم ومستوى تأهيلهم. "في الدول العربية لا يسأل المرء عن الدين فقط، وإنما عن المذهب وفيما إذا كان شيعي أم سني أم علوي". بالنسبة لسوزان لا تكمن المشكلة في السؤال وإنما في تبعات الإجابة عنه حيث يتم اتخاذ مواقف قد تكون سلبية تجاه الآخر حسب انتمائه المذهبي. أما في غالبية الدول الغربية فلا يسأل أحد عن هذا ا لانتماء، لأنه يدخل في إطار حياته الشخصية.

"المشكلة في قوانين الاندماج الغربية لا في الدين"

صورة لمجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق، الصورة: عفراء محمد
"المحطات العربية فلا تزال تبكي على الأطلال وتكاد تفتقر إلى برامج حوارية جادة بين الشرق والغرب"

​​غير أن البعض لا يرى مشكلة مراوحة الحوار البنّاء والاندماج في مكانها بسبب العلاقة بالدين أيا كانت، بل في الكثير من قوانين الاندماج الغربية التي تشجع على اقتلاع العربي والمسلم من جذوره الأصلية. وهذا يمثل وفق رأي بعض المشاركين في الندوة اعتداء على حقوق الإنسان العربي كونها تحاول إجباره على تقمص شخصية لا تتناسب مع قيمه وعاداته.

وتقول المحامية السورية حلا بربارة تعليقا على هذه الإشكالية: "اعتبر الاندماج الكامل إلى حد الانصهار على أساس أن أصبح أوروبية اعتداء على حقوقي، أريد أن أبقى عربية رغم اندماجي في المجتمع الغربي ضمن حدود معينة". كما تضيف حلا على سبيل المثال: "قد لا تعجب المسلمين فكرة الزواج المدني، لكن ما هي عواقب سن قوانين تراعي عاداتهم ورغباتهم بهذا الخصوص؟".

وإضافة إلى قوانين الاندماج وعدم الاعتراف بالخصوصية الثقافية هناك مشكلة نظرة الغرب للعرب على أنهم غير متحضرين وعدوانيين مما يصعّب عملية اندماجهم بسبب اعتقادهم بأنهم لن يتمكنوا من تغيير هذه الصورة عنهم مهما فعلوا، كما تقول ريتا جورج، التي تعمل لدى مركز إبراهيم الجليل لرعاية اللاجئين العراقيين في سوريا.

مبادرات إعلامية تشجع على الحوار

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه الغرب والشرق في عملية الحوار البناء فإن تقدما ملموسا حصل على أكثر من صعيد بهذا الخصوص خلال السنوات القليلة الماضية. ويعود الفضل في ذلك بشكل خاص إلى عدة مبادرات وبرامج إعلامية موجهة إلى الشباب كونهم يشكلون غالبية السكان في الدول العربية والإسلامية. "فتحنا نقاشا وقدمنا مطبوعات وبرامج تتحدث عن حياة شباب وتجارب تحررهم من الأحكام المسبقة"، وفق رؤية لميس خليل أوفا، من مركز دراسات الشرق الأوسط في في براغ. غير أن ضعف انتشار الانترنت والتواصل بين المجموعات الشبابية حتى داخل البلد الواحد أعاق تعميم جهد المركز.

لكن هذه المشكلة ليست موجودة على صعيد برامج التلفزيون الحوارية التي تقدمها محطات فضائية فشلت في إعطاء صورة صحيحة عن الواقع سواء في الغرب أم في العالم العربي. ويستثنى من ذلك بعض البرامج مثل برنامج الذي يبث على الجزيرة و يحاول " تعريف الغرب بالشرق بصورة بعيدة عن التزييف والمغالاة " كما تقول لميس أوفا، وتضيف: "ومؤخراً قامت قناة دويتشه فيله الألمانية بتقديم برنامج حواري بالتعاون مع التلفزيون المصري بهدف تشجيع الحوار وفهم الأخر، وتلاقي هذه البرامج نسبة حضور جيدة لأنها تعرض مختلف الآراء". أما المحطات العربية فلا تزال تبكي على الأطلال: "معظم محطات الراديو والتلفزيون على سبيل المثال في سوريا لا يوجد لديها برنامج حواري يتحدث عن العلاقة بين الشرق والغرب بين أوربا والشرق على حد تعبير سامر شريف، الذي يعمل في مجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق.

عفراء محمد
قنطرة 2008

قنطرة

حوار مع الأمير حسن بن طلال:
حوار الثقافات بدلا من "حوار القباحات"
شدد الأمير الحسن بن طلال على ضرورة بناء هيكلية للمواطنة العالمية بدلا من عولمة المادة الاستهلاكية السائدة. ناصر جبارة وبسام رزق حاورا الأمير حسن في برلين بعد حصوله على جائزة المفكر اليهودي أبراهام غايغر المرموقة تكريما لجهوده في دعم الحوار بين الثقافات والأديان.

الأندلس
تعايش الأديان في الماضي
جامع قرطبة يدعو مارك كوهين، أستاذ في جامعة برنستن الأمريكية، المسلمين واليهود إلى إعادة اكتشاف الثقافة المشتركة التي كانت تجمعهم في العصور الوسطى. ويعرض في مقاله أسباب اختلاف تعامل المجتمع الإسلامي والمسيحي مع الأقلية اليهودية في تلك الحقبة.

سياسة ألمانيا حيال الاندماج والهجرة:
يُصعِّب اندماج المهاجرين!
ينتقد محمد كيليتش رئيس المجلس الاستشاري الاتحادي لشؤون الأجانب في هذا التعقيب قانون الهجرة الألماني الجديد، الذي يصعب حسب رأيه اندماج الأجانب في ألمانيا.