انتقال قيادة السعودية إلى جيل الأبناء الثاني "السديري" ووزير خارجية من خارج آل سعود

أعلن الملك سلمان تعيين وزير الداخلية محمد بن نايف وليا للعهد (الرجل القوي الذي يمسك بالملف الأمني يبلغ من العمر 56 عاما) ونجله محمد بن سلمان وليا لولي للعهد الذي يدير الحرب على الحوثيين وصالح، ولمع نجمه بقوة في الأشهر الأخيرة، وعمره لا يتجاوز 35 سنة، فيما تشير بعض المعلومات إلى أنه قد يكون في الثلاثين من العمر. وجاء ذلك ضمن جملة تغييرات تعزز سلطة السدريين وتنقل قيادة البلاد إلى الجيل الثاني من أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية. وعين الملك في منصب وزير الخارجية سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير ليؤول بذلك هذا المنصب الاستراتيجي (ليس لأول مرة) إلى شخص من خارج أسرة آل سعود. ويعزز تعيين "المحمدين" في أعلى منصبين في الدولة إلى جانب الملك، سيطرة فرع "السديريين" في العائلة المالكة، أي أبناء الملك عبد العزيز من زوجته حصة السديري الذين فقدوا بعضا من نفوذهم إبان عهد الملك عبد الله الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2015. وتأتي التغييرات في القيادة السعودية، في ظل تصاعد كبير للتوتر بين السعودية وإيران، وفي ظل تقارب نسبي بين الجار الشيعي الكبير والولايات المتحدة التي لطالما اعتبرت الحليفة الكبرى للسعودية. وشملت التعيينات سلسلة تغييرات واسعة في مختلف قطاعات الحكومة.

 

أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فجر االأربعاء 29 / 04 / 2015 إعفاء ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز وتعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، كما عين نجله الأمير محمد بن سلمان الذي يدير الحرب على الحوثيين وصالح وليا لولي العهد. وضمن سلسلة من التعيينات والإعفاءات التي من شأنها أن تغير جذريا ملامح الإدارة السعودية، أعفى الملك سلمان وزير الخارجية الأشهر في تاريخ المملكة الأمير سعود الفيصل الذي يعاني من مشاكل صحية منذ سنوات.

وعين الملك في منصب وزير الخارجية سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير ليؤول بذلك هذا المنصب الاستراتيجي لشخص من خارج أسرة آل سعود. وعبر هكذا تغييرات، تكون المملكة قد وضعت آخر اللمسات لتسليم القيادة إلى "الجيل الثاني" أي إلى أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز، وذلك إلى جانب الملك سلمان.

تعزيز سلطة السديريين

محمد بن نايف، الرجل القوي الذي يمسك بالملف الأمني والقريب من واشنطن، يبلغ من العمر 56 عاما، فيما محمد بن سلمان الذي لمع نجمه بقوة في الأشهر الأخيرة، فعمره لا يتجاوز 35 سنة، فيما تشير بعض المعلومات إلى أنه قد يكون في الثلاثين من العمر فقط. واحتفظ الأمير محمد بن نايف بمنصب وزير الداخلية، وكذلك الأمر بالنسبة للأمير محمد بن سلمان بمنصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إلا انه لن يحتفظ بمنصب رئيس الديوان الملكي الذي سيؤول إلى حمد السويلم.

ويعزز تعيين "المحمدين" في أعلى منصبين في الدولة إلى جانب الملك، سيطرة فرع "السديريين" في العائلة المالكة، أي أبناء الملك عبد العزيز من زوجته حصة السديري الذين فقدوا بعضا من نفوذهم إبان عهد الملك عبد الله الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2015.

وجاء في أمر من سلسلة أوامر ملكية نشرتها وكالة الأنباء السعودية، "يعفى صاحب السمو الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه". وكان الأمير مقرن قد عيّن وليا لولي العهد في آذار/مارس 2014 من قبل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي كان مقربا منه، ومع اعتلاء الملك سلمان سدة السلطة في كانون الثاني/يناير 2015، أصبح الأمير مقرن وليا للعهد.

وكان يفترض أن يكون مقرن (69 عاما) آخر الملوك من "الجيل الأول"، أي من أبناء الملك المؤسس، لكنه لم يمكث في ولاية العهد إلا ثلاثة أشهر تقريبا. وتم تعيين منصور نجل الأمير مقرن مستشارا للملك. وبخصوص تعيين وزير جديد للخارجية، جاء في البيان الرسمي للديوان الملكي أن الأمير سعود الفيصل "طلب إعفاءه من مهامه لأسباب صحية". وكان سعود الفيصل المولود في العام 1940 يخضع لعملية جراحية في العمود الفقري في الولايات المتحدة عندما تولى الملك سلمان الحكم.

وتأتي التغييرات في القيادة السعودية، في ظل تصاعد كبير للتوتر بين السعودية وإيران، وفي ظل تقارب نسبي بين الجار الشيعي الكبير والولايات المتحدة التي لطالما اعتبرت الحليفة الكبرى للسعودية. وشملت التعيينات سلسلة تغييرات واسعة في مختلف قطاعات الحكومة، إذ تمّ تعيين محمد الفالح وزيرا للصحة، كما تم إعفاء عادل فقيه من منصبه كوزير العمل وعين وزيرا للاقتصاد والتخطيط مكان محمد الجاسر، فيما تم تعيين مفرج الحقباني وزيرا للعمل بدلا من فقيه. وتم تعيين منصور المنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب والشيخ خالد اليوسف رئيسا لديوان المظالم. أ ف ب ، د ب أ

 

 

اقرأ أيضًا: موضوعات متعلقة من موقع قنطرة

الصحفية الألمانية آنه ألملينغ: شيخوخة سعودية حاكمة لشعب عربي شاب

الباحث الألماني مينو برويشافت: هل أسس الملك السعودي عبد الله لنهج إصلاحي في بلاده؟

الكاتبة مي يماني: خوف آل سعود من سعي إيران لزعامة مكة - مهد الإسلام

الكاتبة مي يماني: هل يستنجد آل سعود بباكستان حين تتخلى واشنطن عنهم؟

 

 

الأزمة في اليمن

"هجوم التحالف في اليمن من شأنه زلزلة أركان المنطقة برمتها"

 

عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد الحوثي وصالح في اليمن: صراع عربي إيراني

"الطائفية ليست محرك الضربات الجوية السعودية في اليمن"

"عاصفة الحزم"...إنقاذ لليمن أم تدخل في شؤونه ينذر ببداية حرب إقليمية؟

 

استراتيجية الاستقرار الإقليمي والعلاقة بين مصر والسعودية - دعم خليجي مشروط

تهديدات إقليمية تقتضي مصالحة سعودية بين السيسي والإخوان؟

 

جولة مصورة: قبضة الحوثي على السلطة تضع اليمن على فوهة بركان

فخ الاستقطاب الإقليمي والطائفي...طموحات حوثية تهدد حلم الدولة الديمقراطية

المحلل السياسي علي صدرزاده: القلق العربي من "ذراع إيران الطويلة"

التحول الديمقراطي في اليمن: تجربة حوار يمنية ضد العنف السياسي والإقصاء الأيديولوجي

أستاذة العلوم السياسية إلهام مانع: "معضلات اليمن تتجاوز المرأة لتصل إلى الإنسان وواقعه"