ميركل تندد بتصريح برلماني شعبوي يهوَّن من نازية هتلر ويصفها بـ "براز طائر صغير" في تاريخ الأمجاد

ألمانيا: ميركل تندد بتصريح برلماني شعبوي يهوِّن من نازية هتلر ويصفها بأنها مجرد "براز طير صغير" في ألف عام من تاريخ الأمجاد الألمانية. وقال المتحدث باسم ميركل إن "الحكومة ترفض كليا وبشكل قاطع أي تقليل من خطورة جرائم النازية"، واصفا نظام هتلر ومحرقة اليهود بأنه أكبر جريمة ضد الإنسانية. مضيفاً أن ألمانيا تمكنت من أن تصبح "شريكا جيدا للأمم الأخرى" مجددا فقط لأن الألمان اعترفوا "بمسؤولياتهم الدائمة" عن "المعاناة المروعة" التي سببها النازيون.  وقال البرلماني اليميني الشعبوي في تصريحه: "هتلر والنازية ليسوا إلا بزقة طائر (نقطة عابرة) في تاريخ ألمانيا الممتد لألف عام". "أجل، نعترف بمسؤوليتنا عن السنوات الـ 12" من الديكتاتورية النازية. لكنه أضاف: "كان لنا تاريخ من الأمجاد، استمر أطول بكثير من تلك السنوات الـ12 اللعينة". تغير مسار حزبه "البديل من أجل ألمانيا" الذي أنشئ عام 2013 كقوة معارضة لليورو، ليصبح مع موجة تدفق اللاجئين عام 2015 حزبا معاديا للهجرة والإسلام ولميركل.  وأثارت هذا التصريح عاصفة من التنديد في ألمانيا. وقال الرئيس الألماني إن "من يعملون اليوم على نكران أو التقليل من خطورة القطيعة غير المسبوقة مع الحضارة" التي مثلها أدولف هتلر والنازية، إنما "يسخرون من ملايين الضحايا".  من جانبه قال أمين عام الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن "هذا تقليل مفزع من شأن الفظائع التي ارتكبتها النازية، إنه لعار أن يجلس أمثال هؤلاء في برلمان ألمانيا". ......... نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالتصريحات "المخزية" لأحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي الذي قال إن العهد النازي ليس "سوى براز صغير لطائر" في تاريخ البلاد الطويل. وقال المتحدث باسم ميركل شتيفن سايبرت للصحافيين في برلين إنه "من المخزي أن يكون علينا الرد على مثل هذه التصريحات التي يدلي بها عضو في البرلمان الألماني".  وأضاف أن "الحكومة ترفض كليا وبشكل قاطع أي تقليل من خطورة جرائم النازية"، واصفا نظام هتلر ومحرقة اليهود بأنه أكبر جريمة ضد الإنسانية.  وتابع أن ألمانيا تمكنت من أن تصبح "شريكا جيدا للأمم الأخرى" مجددا فقط لأن الألمان اعترفوا "بمسؤولياتهم الدائمة" عن "المعاناة المروعة" التي سببها النازيون.  وكان سايبرت يرد على تصريحات ألكسندر غاولاند أحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي. وقال هذا المسؤول السياسي الذي هو أيضا الرئيس المشارك لكتلة حزبه النيابية إن "هتلر والقوميين الاشتراكيين ليسوا سوى براز طير وسط أمجاد ألف عام من التاريخ الألماني".  وتابع متحدثا خلال اجتماع لمنظمة الحزب الشبابية في سيباخ في تورينغن (شرق) "أجل، نعترف بمسؤوليتنا عن السنوات الـ12" من الديكتاتورية النازية. وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة دي بي إيه أيضا: "كان لنا تاريخ من الأمجاد، استمر أطول بكثير من تلك السنوات الـ12 اللعينة".  وأثارت هذه التصريحات عاصفة من التنديد في ألمانيا. وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يتمتع بسلطة أخلاقية كبيرة في البلاد إن "من يعملون اليوم على نكران أو التقليل من خطورة القطيعة غير المسبوقة مع الحضارة" التي مثلها أدولف هتلر والنازية، إنما "يسخرون من ملايين الضحايا".  واتهم في احتفال بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة نصب تذكاري لضحايا النازية من المثليين، إن المتطرفين اليمينيين "يريدون أيضا عمدا إعادة فتح ندوب قديمة، ونشر الكراهية، ولا بد لنا من مواجهتهم".  فيما قالت الأمينة العامة للاتحاد المسيحي الديمقراطي أنيغريت كرامب كارنباور المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل على تويتر "خمسون مليون ضحية حرب ومحرقة اليهود والحرب الشاملة، كل هذا ليس سوى +روث طير+ برأي البديل لألمانيا وغاولاند. هذا هو وجه هذا الحزب خلف القناع المتمدن".  وقال المتحدث باسم ميركل إن "الحكومة والمستشارة ولحسن الحظ الغالبية العظمى من الشعب الألماني يتشاركون" في إدانة تصريحات غاولاند.  وليس هذا أول استفزاز يقدم عليه غاولاند (77 عاما) العضو السابق في الحزب المسيحي الديمقراطي، ولا أول هفوة يرتكبها. فقد أشاد خلال حملة الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر بجنود القوات المسلحة النازية.  وحقق جزب "البديل من أجل ألمانيا اختراقا كبيرا في الانتخابات التشريعية مع فوزه بأكثر من تسعين مقعدا نيابيا ليصبح قوة المعارضة الأولى في المجلس. وفي ضوء نجاحه، شكك في التوافق الألماني حول ماضي البلاد النازي.  وتغير مسار الحزب الذي أنشئ عام 2013 كقوة معارضة لليورو، ليصبح مع موجة تدفق المهاجرين عام 2015 حزبا معاديا للهجرة والإسلام ولميركل.  وقلل ألكسندر غاولاند رئيس حزب البديل الألماني من شأن الفظائع التي ارتكبت في عصر النازيين في ألمانيا ما أدى إلى إثارة موجة استياء كبيرة. وقال غاولاند يوم السبت (02 / 06 / 2018) خلال مؤتمر لمنظمة النشء بالحزب ويطلق عليها "البديل الشاب" بمدينة زيباخ في ولاية تورنغن وسط حفاوة كبيرة: "هتلر والنازية ليسوا إلا بزقة طائر (نقطة عابرة) في تاريخ ألمانيا الممتد لألف عام". وأطلق غاولاند هذه العبارة التي قوبلت بتصفيق حاد من الحاضرين، بعد اعترافه بمسؤولية الألمان عن ما حدث في الفترة النازية من 1933 إلى 1945. وبهذا يثير الحزب الشعبوي اليميني (البديل من أجل ألمانيا) للمرة الثانية الغضب بشأن النظريات التي يقدمها عن تاريخ ألمانيا. وقالت أنيغريت كرامب-كارينباور الأمينة العامة للحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي تعليقا على ذلك بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي: "50 مليون من ضحايا الحرب ، والمحرقة والحرب الكاملة لا تعني عند حزب البديل الألماني ولا عند غاولاند إلا "بزقة طائر"! هكذا يبدو الحزب المتخفي خلف قناع مدني". من جانبه قال أمين عام الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبايل على موقع تويتر أيضا: "إن هذا تقليل مفزع من شأن الفظائع التي ارتكبتها النازية، إنه لعار أن يجلس أمثال هؤلاء في برلمان ألمانيا". وقال رئيس حزب الخضر روبرت هابيك أيضا على موقع تويتر إن جملا مثل هذه "ليست زلة لسان وإنما نظام متبع، وإن منحنى حزب البديل الألماني من ناقد للاتحاد الاوروبي ثم معاد للأجانب ثم ميالا للشعبوية هو منحنى حاد الانعطاف ومتوتر". وقال رئيس جناح الحزب الليبرالي في البرلمان، ماركو بوشمان، في تصريحات لمجموعة صحف "فونكه" الألمانية: "هذه المقارنة تعبر عن انعدام الذوق وهي أكثر من مجرد زلة لسان". أ ف ب ، د ب أ