مفاجأة صادمة لساسة العراق: تحالف مفاجئ بين الصدر خصم إيران والعامري أوثق حلفاء إيران

رغم تشكيل ائتلاف الصدر والعامري، يوجد اختلاف كبير بين الرجلين. والتحالف المعلن من مدينة النجف المقدسة عند الشيعة هو أول خطوة جادة باتجاه تشكيل حكومة جديدة بعد أسابيع من المفاوضات بين الأحزاب. وشكل هذا الإعلان مفاجأة صدمت الطبقة السياسية في العراق. ذلك أن الصدر كان ألمح في السابق إلى رفضه التحالف مع العامري. وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني زار بغداد غداة صدور نتائج الانتخابات وحضّ سائر القوى الشيعية المحافظة، بمن فيها ائتلاف الفتح، على عدم التحالف مع الصدر الذي ما انفكت سياسته تتباين مع سياسة طهران. وظهر الصدر، رجل الدين الذي قاد من قبل حملات تخللتها أعمال عنف ضد الاحتلال الأمريكي توقفت في عام 2011، كخصم وطني للأحزاب الشيعية القوية المتحالفة مع إيران ونصير للفقراء. أما العامري الذي يتحدث الفارسية بطلاقة فهو أوثق حلفاء إيران في العراق وأمضى عامين في المنفى هناك خلال عهد صدام حسين. وقد يُقصِي هذا التحالف العبادي، لكن ربما يضمن العبادي فترة ولاية ثانية كمرشح توافقي إذا انضمت كتلته إلى الصدر والعامري ونجح في الحصول على دعمهما. ....... أعلن زعيما القائمتين الانتخابيتين اللتين تصدرتا نتائج الانتخابات التشريعية في العراق، رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف "الفتح" الموالي لإيران هادي العامري، مساء الثلاثاء 12 / 06 / 2018 بصورة مفاجئة تحالفهما في ائتلاف حكومي لقيادة البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة. وهذا التحالف الذي خلط الأوراق السياسية في العراق من شأنه أن يقضي على آمال رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي بالاستمرار في الحكم بعدما حلت قائمته الانتخابية في المرتبة الثالثة. وإثر انتخابات 12 أيار/مايو 2018 فاجأ ائتلاف "سائرون" (تحالف بين الصدريين والشيوعيين وبعض أحزاب التكنوقراط) الجميع بتصدّره نتائج الانتخابات بـ 54 مقعدا، بينما حل ثانيا بـ 47 مقعدا ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري الذي يعتبر أحد أبرز قادة فصائل الحشد الشعبي المدعومة من ايران والتي كان دعمها للقوات الأمنية حاسما في دحر تنظيم الدولة الإسلامية. أما قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته فحلت في المرتبة الثالثة بـ 42 مقعدا. وقال الصدر في مؤتمر صحفي مشترك مع العامري في مدينة النجف إنه "تم عقد اجتماع مهم جدا بين تحالف سائرون وتحالف الفتح ونعلن للجميع أنه تحالف حقيقي بين سائرون والفتح من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة الوطنية وضمن الأطر الوطنية والكل مدعوون للفضاء الوطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية".  من جهته قال العامري إن "هذه دعوة للجميع إلى الفضاء الوطني (..) وإن شاء الله سنشكل اللجان للبحث مع الجميع ضمن الفضاء الوطني للإسراع في كتابة برنامج الحكم ويتم الاتفاق عليه لاحقا". وشكل هذا الإعلان مفاجأة صدمت الطبقة السياسية في العراق ذلك أن الصدر ألمح في السابق إلى رفضه التحالف مع العامري. وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني زار بغداد غداة صدور نتائج الانتخابات وحضّ سائر القوى الشيعية المحافظة، بمن فيها ائتلاف الفتح، على عدم التحالف مع الصدر الذي ما انفكت سياسته تتباين مع سياسة طهران. وقبل أقل من أسبوع وقّع الصدر اتفاقا لتشكيل تحالف باسم "الوطنية الأبوية" يجمع "سائرون" وقائمة "الوطنية" التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي ويشارك فيها عدد كبير من النواب السنة وقائمة "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم . ووصل مجموع مقاعد تحالف "الوطنية الأبوية" في البرلمان المقبل إلى نحو مئة نائب ما يعني أنه ما زال بعيدا عن نصف مجموع مقاعد البرلمان البالغ 329 مقعدا للتمكن من تسمية وزراء الحكومة المقبلة. وأعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهادي العامري المدعوم من إيران، اللذان احتلت كتلتاهما المركزين الأول والثاني على التوالي في الانتخابات البرلمانية العراقية في مايو/أيار 2018، تشكيل تحالف سياسي بين الكتلتين يوم الثلاثاء. والتحالف المعلن من مدينة النجف المقدسة عند الشيعة هو أول خطوة جادة باتجاه تشكيل حكومة جديدة بعد أسابيع من المفاوضات بين الأحزاب. ويأتي الإعلان بعد شهر من إجراء انتخابات سجلت مستوى قياسيا متدنيا في نسبة الإقبال وشابتها مزاعم تزوير. وقال الصدر والعامري إن الباب مفتوح أمام أي كتل أخرى فائزة للانضمام إليهما في تشكيل حكومة جديدة. وقال الصدر إن الاجتماع مع العامري كان إيجابيا للغاية وإنهما اجتمعا بهدف إنهاء معاناة البلاد واصفا الكيان الجديد بأنه تحالف وطني. ورغم تشكيل الائتلاف، يوجد اختلاف كبير بين الرجلين. وظهر الصدر، رجل الدين الذي قاد من قبل حملات تخللتها أعمال عنف ضد الاحتلال الأمريكي توقفت في عام 2011، كخصم وطني للأحزاب الشيعية القوية المتحالفة مع إيران ونصير للفقراء. وأيد الصدر في الانتخابات قائمة "سائرون" المؤلفة من أتباعه والحزب الشيوعي ومرشحين علمانيين آخرين. أما العامري الذي يتحدث الفارسية بطلاقة فهو أوثق حلفاء إيران في العراق وأمضى عامين في المنفى هناك خلال عهد صدام حسين. ويتألف تحالف الفتح الذي قاده العامري في الانتخابات من جماعات سياسية مرتبطة بفصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران ساعدت قوات الحكومة في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الأراضي التي سيطر عليها في العراق قبل نحو أربعة أعوام. وقال متحدث باسم تحالف الفتح في بيان "الفتح وسائرون يعلنان نواة الكتلة الأكبر ويدعوان جميع الكتل الفائزة إلى المشاركة في هذا التحالف وفق برنامج حكومي يتفق عليه يكون مناسبا لمواجهة التحديات والأزمات والمشاكل التي يمر بها العراق". ويأتي إعلان التحالف، الذي حصد 101 مقعد بالبرلمان ويحتاج إلى 64 مقعدا للحصول على الأغلبية وتشكيل الحكومة، بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي السياسيين إلى مواصلة التشاور بشأن تشكيل الحكومة رغم الإعادة الوشيكة لفرز الأصوات يدويا على مستوى البلاد. وحل تحالف العبادي بالمركز الثالث في الانتخابات. وطالب البرلمان بإعادة فرز الأصوات على مستوى البلاد، مما أثار دعوات إلى إعادة الانتخابات. وقال العبادي يوم الثلاثاء إنه يعارض إعادة الانتخابات البرلمانية وحذر من أن أي طرف سيسعى لتخريب العملية السياسية سيُعاقب. وربما يضمن العبادي فترة ولاية ثانية كمرشح توافقي إذا انضمت كتلته إلى الصدر والعامري ونجح في الحصول على دعمهما. وقال العبادي إن المحكمة العليا هي صاحبة القول الفصل بشأن ما إذا كان يتعين إعادة الانتخابات. وأضاف "المحكمة الاتحادية في نهاية المطاف تقرر هل تصادق على نتائج الانتخابات جميعها أو على بعضها أو لا تصادق، الموضوع بأمر القضاء أنا ما أدعو السياسيين والكتل السياسية بل حتى الحكومة والبرلمان ليس لهم صلاحية بإلغاء الانتخابات ونتائج الانتخابات الأمر بيد القضاء". وذكر التلفزيون العراقي يوم الإثنين أن محكمة أمرت بالقبض على أربعة أشخاص متهمين بإشعال النار في موقع تخزين صناديق الاقتراع. وقال التلفزيون إن ثلاثة من المشتبه بهم رجال شرطة والرابع موظف بمفوضية الانتخابات. وتقول السلطات إن صناديق الاقتراع تم إنقاذها لكن الحريق عزز المخاوف من اندلاع أعمال عنف. وقال العامري يوم الثلاثاء إنه يؤيد إعادة فرز جزئي للأصوات. وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي وصف العبادي الحريق بأنه متعمد وقال إن النائب العام سيوجه تهما لمن يحاولون تقويض العملية السياسية. وقال الصدر إن بعض الأطراف تسعى إلى جر العراق إلى حرب أهلية مؤكدا أنه لن يشارك في ذلك. ووجه العبادي الشكر للصدر على مبادرة نزع السلاح التي طرحها بعد انفجار مخزن للأسلحة في مدينة الصدر، معقله ببغداد، مما أدى إلى سقوط 18 قتيلا وقال إنه يأمل بالتزام الصدر بها. وقال العبادي إن ما حدث في مدينة الصدر مؤسف جدا وإن المسؤولين سينالون العقاب العادل. وقال الصدر، الذي أمر بإجراء تحقيق منفصل خاص به في الحادث، يوم الثلاثاء إنه تعرف على الجاني وهو طليق حاليا وقال إنه سيتم تقديمه للعدالة. أ ف ب ، رويترز