اختفاء الصحفي السعودي المحنك جمال خاشقجي "في القنصلية السعودية" بمدينة اسطنبول في تركيا

أُعلن اختفاء الصحافي السعودي المناهض للسلطات جمال خاشقجي الأربعاء 03 / 10 / 2018 منذ أكثر من 24 ساعة في اسطنبول بعد توجهه إلى قنصلية بلاده.

ولم يظهر خاشقجي (59 عاما) كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست منذ دخوله القنصلية السعودية الثلاثاء قرابة الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش.

وقال رئيس تحرير صفحة الرأي في واشنطن بوست إيلي لوبيز في بيان "عجزنا عن الاتصال بجمال اليوم ونحن قلقون جدا ونود معرفة مكان وجوده".

وأضاف: "نراقب الوضع عن كثب ونحاول جمع معلومات. إن احتجازه بسبب عمله كصحافي ومعلق سيكون ظالما ومشينا" في حال تأكد ذلك.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الأربعاء أن خاشقجي لا يزال في القنصلية السعودية في اسطنبول. 

وأضاف خلال مؤتمر صحافي متلفز: "طبقا للمعلومات التي لدينا فإن هذا الشخص السعودي الجنسية لا يزال في القنصلية حتى الآن".

وأكد أن وزارة الخارجية التركية والشرطة تراقبان الوضع من كثب، مضيفا أن أنقرة على اتصال بمسؤولين سعوديين. وقال: "آمل في أن تحل هذه المسألة سلميا". 

واعتصمت الخطيبة التركية لخاشقجي أمام القنصلية السعودية في اسطنبول منذ صباح الأربعاء سعياً إلى الحصول على معلومات غداة اختفائه.

وقالت خديجة أ. (36 عاما) لوكالة فرانس برس رافضة كشف اسم عائلتها "لم أتلق أي خبر عنه منذ الساعة 13,00 (10 ت غ) أمس (الثلاثاء). أريد أن اعرف مكانه".

وأضافت: "أريد أن أراه يخرج سليما معافى". وقال توران كيسلاكجي، وهو صديق خاشقجي ويترأس جمعية تركية عربية للصحافيين، إنه اتصل بالسلطات التركية التي أكدت له أنها "تتابع القضية عن كثب". وصرح لفرانس برس "نحن واثقون بأن جمال محتجز في الداخل إلا اذا كان للقنصلية نفق".

دعت خديجة وزير الخارجية التركي إلى الاتصال بالسفير السعودي لدى تركيا للاستعلام عن مصير خاشقجي، الصحافي المحنك الذي بات ينتقد الحكم السعودي في الأشهر الأخيرة، في حين كان يعتبر مقربا من السلطات سابقا.

وأوضحت خطيبته أن خاشقجي توجه إلى القنصلية لإجراء معاملات إدارية تمهيدا لزواجهما، لكنه لم يخرج منها. وأضافت "كان يريد الحصول على وثيقة سعودية تفيد أنه ليس متزوجا".

واختار خاشقجي العيش في المنفى في الولايات المتحدة العام الماضي 2017 خوفا من احتمال توقيفه، بعدما انتقد عددا من قرارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتدخل العسكري للرياض في اليمن.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تحقق في اختفاء الصحافي. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود أن اختفاء خاشقجي "يثير قلقا بالغا" داعية السلطات السعودية والتركية إلى "القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حرا في أسرع وقت".

بدورها، اعتبرت لجنة حماية الصحافيين أن الاختفاء يثير القلق "بالنظر الى توجه لدى السلطات السعودية لتوقيف الصحافيين المعارضين". وفي مقال كتبه في "واشنطن بوست" في أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2017، قال خاشقجي: "عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرأون على قول ما يفكرون فيه، ثم أقول لكم إنني من السعودية، فهل تُفاجأون؟".

وفي الشهر نفسه، أعلن خاشقجي أنه منع من كتابة المقالات في صحيفة الحياة التي يملكها الأمير السعودي خالد بن سلطان، مع إقراره بأنه دافع عن جماعة الإخوان المسلمين، الامر الذي لم يرُق لسلطان على ما يبدو.

وفي حين تعتبر السلطات السعودية إن الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، فإن تركيا تعتبر أحد أبرز داعمي الجماعة. وبات وسم "خطف جمال خاشقجي" الأكثر تداولا بالعربية على موقع تويتر منذ مساء الثلاثاء.

وتحتل السعودية المرتبة 169 بين 180 دولة ضمن التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي وضعته منظمة مراسلون بلا حدود. ورغم الانفتاح الذي تشهده السعودية بمبادرة من ولي عهدها محمد بن سلمان يستمر فيها قمع المعارضين وتوقيف رجال الدين والشخصيات الليبرالية والناشطات المدافعات عن حقوق النساء.

وكان خاشقجي كتب مقالات انتقد فيها بعض سياسات ولي العهد السعودي، وقال إن المملكة منعته -قبل أن يغادرها- من استخدام موقع تويتر للرسائل القصيرة "عندما حذرتُ من المبالغة في الحماسة للرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب عند انتخابه"

وقال مسؤول سعودي الأربعاء إن الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي ليس في القنصلية السعودية بتركيا، على الرغم من التقارير الصادرة من تركيا بأنه اختفى بعد دخوله القنصلية.

وأضاف المسؤول السعودي لرويترز "ليس في القنصلية ولا تحتجزه السعودية". وقالت خطيبة خاشقجي في وقت سابق إنه اختفى بعد دخوله القنصلية. وذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية اليوم أن خاشقجي لايزال في المبنى. أ ف ب ، رويترز