الاسلام السياسي بين النظام العربي والنقد الذاتي شفيق الغبرا

الدول العربية في السنوات الأخيرة حولت الكثير من أجهزة القضاء والإعلام والتعليم والاقتصاد بل حتى المجتمع برمته والسجن والمؤسسات والعقوبة لأدوات مباشرة لملاحقة كل من ينتقدها

يشن قطاع رئيسي من النظام العربي حربا مفتوحه على الإسلام السياسي وبشكل أساسي تيار الإخوان المسلمين. وبينما من الطبيعي أن تقع المواجهة بين الدولة وكل جماعة مسلحة، إلا إنه من غير الطبيعي أن تتواجه الدولة بعنف مع الإسلام السياسي السلمي المعارض لسياساتها كما هو الحال مع الإخوان المسلمين. لقد انتقل النظام السياسي العربي في السنوات منذ 2014 نحو الفاشية وضعف المقدرة على إدارة التنوع، بل أصبح الخوف هو المتحكم بالدولة على كل صعيد، وهذا بطبيعة الحال لا يبني الدول بل يهدمها ويقسمها. النظام العربي في هذه المرحلة الممتدة منذ 2012 في صدام مباشر مع التيار الإسلامي لكنه في صدام بنفس الوقت مع كل فئة وجماعة تمتلك قاعدة شعبية مهما صغرت وهذا يشمل الجماعات المؤثرة المنادية بحماية الحقوق واطلاق سراح السجناء والمبعدين وحماية الحريات. ان خوف النظام العربي من تحرك المجتمع وفئاته المختلفة كما حصل مؤخرا في السودان والجزائر هو المتحكم بسياسات النظام العربي.

https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8…