صورة المرأة المسلمة في الغرب - لا صوت يعلو فوق الصورة النمطية

صورة نمطية عن "المرأة العربية المضطهدة" مترسخة في نقاشات ألمانيا العامة. لكنها صورة مشوَّهة تحجب الرؤية عن تغيرات حاصلة في العالم العربي لأدوار أفراد العائلة، بل وتعبر عن حالة من التوجس الثقافي في الأوساط الألمانية. تحليل الصحفية الألمانية كلاوديا مِندِه لموقع قنطرة.

إنّ التصوّر القائم عن "المرأة العربية المضطهدة" والمرتكز أساسا على الحجاب كعنصر مركزي لوضعها المتردّي قد أضحى بدوره صورةً نمطيّةً شديدة التجذّر في الأذهان وهي اليوم جزءٌ لا يتجزّأ من مفردات التعبير عن الرأي لدى قطاع واسعٍ من الطبقة الوسطى في الغرب.  إذ تتسبّب صورة لامرأة ترتدي حجابًا ببثّ ما يشبه شريط فيلم في أذهان العامّة، حيث تؤدّي فيه المرأة الشرقيّة دورَ الآخر العاجز ضعيف الحيلة. وكل هذا يؤدّي بدوره لحجب الرؤية عن واقع المرأة المعيشي الذي يشهد تحوّلًا في المنطقة.   

"نحن" متحرّرات بينما "أنتنّ" مضطهدات 

لا ريب في أنّ النساء العربيّات يتعرّضن للإجحاف من قبَل القوانين ومن قبَل المجتمع كذلك، فالتمييز والعنف الجنسي هما مشكلتان جسيمتان جدا وجب شجبهما بكل حزم. فالإسلام مثله مثل المسيحيّة واليهوديّة والديانتين البوذيّة والهندوسيّة - اللتين يزعم البعض أنهما متسامحتان للغاية - قد رسّخ على مرّ القرون بُنيةً ذكوريّةً وسوّغ لها أيضا.

ولكن على الرغم من ذلك فإن صورة "المرأة العربيّة المضطهدة" تُخفي ورائها أمورًا جوهريّة. فهي بدايةً لا تعكس كامل الطيف للعلاقة بين الجنسين في المنطقة. فحتّى في العالم العربي نرى حياةً عائليّةً طبيعيّة يشجّع فيها الوالدان بناتهم (وأولادهم) بكلّ حبّ ويدعمانهم لشق طريقهم الخاصة في الحياة. فإلى جانب الرجال من نوعيّة "سي السيّد" يوجد آباءٌ وأزواجٌ يَقبلون بالحلول الوسط وبالعلاقات القائمة على المساواة. ولكن وقبل كل شيء علينا أن نلتفت لأولئك الذين ينشطون لكي تنال المرأة المزيد من الحقوق داخل المجتمع وإلى مساهماتهم كذلك.