الجزائر - تنكيس العلم الوطني حدادا على وفاة بوتفليقة بقرار من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

الجزائر: تنكيس العلم الوطني حدادا على وفاة بوتفليقة: قرّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم السبت الجزائر 18 أيلول/سبتمبر 2021   تنكيس العلم الوطني، لمدّة ثلاثة أيام حدادا على وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حسب الرئاسة الجزائرية. وأعلنت الرئاسة الجزائرية مساء أمس الجمعة وفاة بوتفليقة، عن عمر ناهز 84  عاما. ومن المقرر أن ينقل جثمان بوتفليقة من الإقامة الرئاسية إلى قصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل المسؤولين وعموم المواطنين غدا،  بحسب مصادر إعلامية .

ويوارى جثمان بوتفليقة الثرى يوم الأحد  في مربع الشهداء بمقبرة العالية إلى جانب الرؤساء السابقين وكبار المجاهدين في ثورة التحرير الكبرى.

يذكر أن بوتفليقة تولى رئاسة الجزائر في أيار/مايو 1999، واستمر في منصبه طيلة أربع عهدات متتالية اي حتى  الثاني من  نيسان/أبريل 2019، قبل أن يضطر للاستقالة من منصبه تحت ضغط الحراك الشعبي الذي كان يرفض بشدة ترشحه لعهدة خامسة وقيادة الجيش.

وشغل بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة عام 1962، مباشرة بعد استقلال الجزائر، ثم تولى حقيبة وزارة الخارجية من عام 1963 حتى عام 1978، وعضو مجلس الثورة من عام 1975 حتى عام 1974، كما تولى منصب وزير الدولة مستشار لدى رئيس الجمهورية من آذار/مارس 1979 حتى 15 تموز/يوليو ,1980 قبل أن يتوارى عن الأنظار لغاية عودته لرئاسة الجزائر.  

وقالت الرئاسة الجزائرية مساء الجمعة (17 سبتمبر/ أيلول 2021) إن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة توفي عن عمر 84 عاماً، بعد أكثر من عامين على تنحيه تحت ضغط الاحتجاجات الجماهيرية والجيش. وحكم بوتفليقة الجزائر 20 عاماً قبل استقالته في أبريل/ نيسان 2019 بعد مظاهرات في الشوارع رفضت خطته للترشح لفترة خامسة.

وانتخب بوتفليقة رئيساً للجزائر عام 1999 وتمكن من التفاوض على هدنة مع الإسلاميين وطرح عملية مصالحة وطنية سمحت للبلاد باستعادة السلام. وفرض على البرلمان تعديل الدستور الذي كان يحدّ الولايات الرئاسية باثنتين، ليظفر بولاية ثالثة ثم رابعة وهو مريض غير قادر على الحركة والكلام.

عمل بوتفليقة، الذي اتهمه خصومه بأننه دمية بيد الجيش، على تفكيك نفوذ هذه المؤسسة القوية في الحكم، ووعد بأنه لن يكون "ثلاثة أرباع رئيس". لكن الولاية الرابعة تزامنت مع ظروف اقتصادية صعبة بسبب بداية انهيار أسعار النفط في بلد يعتمد اقتصاده بشكل شبه كامل على المحروقات. وساهم ذلك في توسع دائرة الاحتجاج الشعبي.

وبعد استقالة بوتفليقة، في محاولة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، بدأت السلطات تحقيقات غير مسبوقة في الفساد، مما أدى إلى سجن العديد من كبار المسؤولين، ومن بينهم سعيد، شقيق بوتفليقة القوي ومستشاره. وحكم على سعيد بالسجن 15 عاماً بتهم من بينها التآمر على الدولة.

وكان الرئيس السابق بوتفليقة أول وزير خارجية جزائري وشخصية مؤثرة في حركة عدم الانحياز بعد استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962. ودعا بوتفليقة، كرئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة، الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإلقاء كلمة أمام الجمعية عام 1974، في خطوة تاريخية نحو الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية. كما طالب بمنح الصين مقعداً في الأمم المتحدة، وانتقد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ودافع الراحل عن دول ما بعد التحرر من الاستعمار وتحدى ما اعتبره هيمنة الولايات المتحدة. واستقبل أيضاً تشي جيفارا. كما تلقى الشاب نيلسون مانديلا أول تدريب له في الجزائر. وتم منح إلدريدج كليفر، القيادي في حركة الفهود السوداء، الذي كان هارباً من الشرطة الأمريكية، حق اللجوء.

وفي أوائل الثمانينيات ذهب إلى المنفى بعد وفاة الرئيس السابق هواري بومدين واستقر في دبي، حيث أصبح مستشاراً لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارة. ثم عاد إلى الوطن في التسعينيات عندما كانت الجزائر تشهد حرباً بين الجيش ومتشددين إسلاميين مسلحين أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 200 ألف قتيل. وانضم بوتفليقة إلى حرب الاستقلال ضد فرنسا في سن التاسعة عشرة تحت رعاية بومدين، الذي أصبح رئيساً عام 1965. وبعد الاستقلال أصبح بوتفليقة وزيراً للشباب والسياحة وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

ونادراً ما شوهد بوتفليقة بشكل علني قبل تنحيه منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013. (د ب أ ، رويترز، أ ف ب)

 

 

[embed:render:embedded:node:43335]