هل أخفقت ميركل بتهيئة خليفة لها من حزبها وهل يقود ألمانيا تحالف من الاشتراكي والخُضر واليسار؟

رؤساء الأحزاب الألمانية يجهدون لتلميع صورتهم في آخر مناظرة تسبق الانتخابات: قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 26 / 09 / 2021 يبذل رؤساء الأحزاب الثلاثة الكبرى في المانيا الأحد 19 / 09 / 2021 جهودا أخيرة لتلميع صورتهم في آخر مناظرة تلفزيونية بينهم، فيما تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في السباق على منصب المستشارية.

وتصدر المرشح الأوفر حظا حاليا، وزير المال ونائب المستشارة الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، استطلاعات الرأي بعد المناظرتين السابقتين، مظهرا للقاعدة الناخبة الألمانية صورة الحاكم الخبير والهادئ.

وأظهر المحافظ أرمين لاشيت الذي يعتبر الوارث الطبيعي للمستشارة أنغيلا ميركل روحا "قتالية" في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية التي طبعتها بداية لامبالية تخللها العديد من الأخطاء المحرجة.

لكن لاشيت الذي يفتقر إلى الشعبية لم ينجح حتى الآن في تعويض تأخره. فحزبه المسيحي الديمقراطي لم يسجل سوى تقدم بسيط في الاستطلاعات بنتيجة راوحت بين 20 و22 في المئة مقابل 25 إلى 26 في المئة للاشتراكيين الديمقراطيين.

وقال لاشيت في مقابلة مع النسخة الإقليمية لصحيفة دي فيلت المحافظة "نشعر بأن شيئا ما يتحرك (...) أنا واثق من أننا سنتصدر" النتائج.

وعلق رئيس البرلمان الألماني والشخصية المحورية لدى المحافظين فولفغانغ شويبله أخيرا "أن الأمر يبدو أشبه بسيارة عالقة في الرمال"، مضيفا في مقابلة مع أسبوعية دي زيت "عند كل محاولة خروج، تغرق السيارة أكثر".

أما زعيمة حزب الخضر أنالينا بيربوك التي أثارت اهتماما في الربيع قبل أن ترتكب أخطاء عدة بسبب انعدام خبرتها، فحازت حاليا بين 15 و17 في المئة من نوايا التصويت، ما يجعلها تبدو خارج السباق على المنصب الأعلى.

لكن المفاجآت تبقى غير مستبعدة، وخصوصا أن أربعين في المئة من الناخبين الألمان لم يحددوا حتى الآن هوية الشخصية التي سيصوتون لها وفق دراسة أخيرة لمعهد النسباخ. تضاف إلى ذلك هوامش الخطأ في الاستطلاعات وأهمية التصويت عبر البريد هذا العام بسبب الوباء.

وقالت بيربوك خلال مؤتمر لحزبها الأحد "يجب أن تقرر الانتخابات من سيكون له تأثير في موضوع أزمة المناخ".

على الأقل، سيضطلع المدافعون عن البيئة بدور محوري في تشكيل ائتلاف حكومي إثر الانتخابات، سيتألف على الأرجح من ثلاثة أحزاب.

وستشكل المناظرة التي تبث في الساعة 20,15 (18,15 ت غ) على ثلاث قنوات خاصة، فرصة اخيرة لأرمين لاشيت (ستون عاما) لمقارعة أولاف شولتس (63 عاما) والحؤول دون انتقال حزبه المحافظ إلى صفوف المعارضة.

وفي هذا السياق، يواصل حاكم مقاطعة شمال الراين وستفاليا الأكثر تعدادا للسكان في ألمانيا التحذير من شبح اليسار الذي سيخيم على البلاد في حال قيام تحالف بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر وحزب "دي لينكه" اليساري الراديكالي، وفق ما تنبىء الاستطلاعات.

واذا كان شولتس وبيربوك يعتبران معارضة دي لينكه لحلف شمال الأطلسي خطا أحمر، فإن أيا منهما لم يستبعد رسميا إمكان تشكيل ائتلاف مع هذا الحزب الذي حصد راهنا نحو ستة في المئة من نوايا التصويت بحسب الاستطلاعات.

كذلك، هاجم لاشيت منافسه شولتس بشكل مباشر على خلفية تحقيق قضائي محرج يطاول دائرة لتبييض الأموال تظللها وزارته، علما بأن شولتس سيمثل يوم الإثنين 20 / 09 / 2021 أمام لجنة المال في البرلمان لتوضيح هذا الأمر.

أما أنغيلا ميركل التي تغادر الساحة السياسية بعد 16 عاما من الحكم رغم حفاظها على شعبية كبيرة، فنأت بنفسها عن الحملة في بدايتها قبل أن تسارع إلى الوقوف بجانب لاشيت وتحرص على الظهور معه في مناسبات عدة.

وقال المحلل السياسي كارل رودولف كورتي في جامعة دويسبورغ "ينبغي أن يصب ذلك في صالحه، على غرار جميع من اختاروا أن يكونوا قريبين من ميركل في الأعوام الأخيرة".

ولكن مهما كانت نتيجة الاقتراع، فإن المحافظين يستعدون لنتيجة متدنية تاريخيا ستشكل وصمة في مسيرة ميركل الناصعة. وقد بدأت منذ الآن تصفية الحسابات الداخلية، إذ حمل فولفغانغ شويبله المستشارة مسؤولية جزئية عن تراجع الحزب المحافظ، لافتا في مقابلة الأحد مع صحيفة "تاغسبيغل" إلى أنها أخفقت في تهيئة الأرضية المناسبة لخلافتها. أ ف ب

 

 

[embed:render:embedded:node:42431]