ليبيا: تقرير أممي حول حظر الأسلحة يندد بتركيا وقطر والإمارات ومصر

ذكر تقرير من أكثر من 550 صفحة أعده خبراء في الأمم المتحدة ونشر الثلاثاء 03/16 أن حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011 "غير مجد إطلاقا".

وقال التقرير الذي وضعه ستة خبراء مكلفين مراقبة حظر الأسلحة إن "الانتهاكات التي ارتكبتها الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) التي تدعم أطراف النزاع بشكل مباشر عامة وصارخة وتدل على ازدراء تام بإجراءات العقوبات".

واستعان الخبراء بصور ورسوم بيانية وخرائط للفترة الممتدة من تشرين الأول/أكتوبر 2019 وكانون الثاني/يناير 2021  ليوضحوا أن سيطرة هذه الدول الأعضاء على "شبكة الإمداد بأكملها تعقد رصد هذه النشاطات وقطعها وحظرها"، مؤكدين أن "هذين العاملين وحدهما يعقدان حظر توريد الأسلحة". ويندد الخبراء الستة منذ سنوات بانتهاكات الحظر.

ولدعمها الواضح بدرجات متفاوتة للمشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا، واجهت الإمارات العربية المتحدة والأردن وروسيا وسوريا ومصر انتقادات في تقارير سابقة للأمم المتحدة وكذلك في التقرير الذي نشر الثلاثاء.

كما أشار الخبراء إلى تركيا وقطر اللتين تدعمان من جهتهما السلطة المتمركزة في طرابلس، وتحدثوا عن المرتزقة الروس في الشركة الخاصة "فاغنر" القريبة من موسكو، والمقاتلين السوريين -- قد يصل عددهم إلى "13 ألفا" - ومجموعات تشادية أو سودانية تعمل لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.

ويعزز التقرير الأخير لخبراء الأمم المتحدة هذه الاتهامات، ويضيف إلى لائحة إداناته الأميركي إريك برنس مؤسس شركة الأمن "بلاك ووتر" المؤيد للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وكما كشفت فقرات من التقرير نشرت في شباط/فبراير الماضي، إريك برنس الذي ينفي هذه المعلومات، متهم بإرسال أو السعي إلى إرسال مرتزقة أجانب وأسلحة وحتى "مروحيات هجومية مسلحة" إلى خليفة حفتر عندما كان يحاول في 2019 إسقاط الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في مؤتمر صحفي مشترك بطرابلس مع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في مؤتمر صحفي مشترك بطرابلس مع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي

مرتزقة

يقول الخبراء إن عدد المرتزقة من مجموعة فاغنر الذين نشروا في ليبيا قد يصل إلى "ألفين"، موضحين أنه "على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2020، لا شيء يدل على أن (شركة) فاغنر انسحبت من ليبيا". وذكر الخبراء شركة روسية خاصة أخرى هي مجموعة "روسيسكي سيستم بيزوباسنوستي" لدورها في تجديد طائرات مقاتلة. كما وردت على لائحة الشركات المتهمة مجموعة "سادات" التركية التي نفت القيام بأي نشاط غير قانوني في ليبيا. وحول العقوبات الاقتصادية التي تستهدف أفرادا أو كيانات، توصل الخبراء إلى النتيجة نفسها التي تتعلق بحظر الأسلحة.

فقد أكد الخبراء أن "تطبيق تجميد الأصول وتدابير حظر سفر الأشخاص المعنيين ما زال غير مجد"، مشيرين إلى أنهم "رصدوا حالة واحدة لعدم احترام تجميد الأصول" وكذلك "نقصا دائما في الشفافية في ليبيا" بشأن العمليات المالية. وأكد التقرير ايضا أن "سلطات الشرق (البلاد) واصلت جهودها لتصدير النفط الخام بشكل غير قانوني واستيراد الوقود للطائرات". وأشار أيضا إلى أن منتجات نفطية مكررة ما زال يتم تصديرها بطريقة غير مشروعة عن طريق البر. ومع أن هذا النشاط ضئيل لكنه زاد عن السنوات السابقة خصوصا في غرب ليبيا، حسب الخبراء.

وفي الختام، أوصى خبراء الأمم المتحدة بأن يفرض مجلس الأمن على الطائرات التي اعتبر أنها انتهكت الحظر "إجراءات لإلغاء ترخيصها ومنعها من التحليق والهبوط". كما طلبوا من المجلس "السماح للدول الأعضاء بأن تفتش في عرض البحر قبالة السواحل الليبية، السفن المتوجهة إلى ليبيا أو القادمة منها التي لديها أسباب معقولة للاعتقاد بأنها تصدر أو تحاول تصدير نفط خام بشكل غير قانوني أو منتجات نفطية مكررة". وقال الخبراء إنه خلال منتدى الحوار السياسي الليبي الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2020  في تونس، "عرضت رشاوى" على "ثلاثة مشاركين على الأقل للتصويت لصالح مرشح معين لمنصب رئيس الوزراء".

وورد في التقرير أن "مجموعة الخبراء أثبتت أن ثلاث على الأقل من الشخصيات السياسية أو رجال الأعمال الليبيين الذين يتنافسون على المنصب قدموا هذا العرض الذي قال المشاركون في المنتدى إنهم رفضوه بشكل قاطع". وأضاف أن المشاركين رفضوا العرض. وتشير وثيقة ملحقة بالتقرير اطلعت عليها فرانس برس إلى أن إثنين من المشاركين في منتدى الحوار السياسي عرضا "رشاوى بقيمة 150 ألفا إلى مئتي ألف دولار على ثلاثة مشاركين على الأقل لقاء تعهد بالتصويت لعبد الحميد الدبيبة لتولي رئاسة الوزراء". وأدى الدبيبة وحكومته اليمين الدستورية الإثنين بعد أن نال ثقة البرلمان في العاشر من آذار/مارس الجاري.

المصدر: أ ف ب