توتر العلاقات الأوربية-الإيرانية

عادت الأزمة الخاصة بالملف النووي الإيراني إلى الواجهة بعد إعلان طهران عزمها استئناف بعض أنشطتها النووية، مسؤولون أوروبيون عبروا عن تشاؤمهم بالخطوة الإيرانية وطهران لا تخشى من تحويل الملف إلى مجلس الأمن.

المفاعل الذري الإيراني في إصفهان، الصورة: أ ب
ما هو هدف إيران الفعلي وراء نشاطاتها النووية؟

​​

يبدو أن إيران تتجه إلى استئناف بعض الأنشطة المتعلقة بالوقود النووي اعتباراً من اليوم الاثنين، وقال مصدر إيراني رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن بلاده ستسلم اليوم رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الشأن. وعزا مسؤول آخر سبب ذلك إلى عدم وفاء الاتحاد الأوروبي بوعوده القاضية بتقديم مقترحات لحل الأزمة العالقة بشأن الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية.

وقال المسؤول الذي رفض الإعلان عن اسمه لوكالة رويترز " من الطبيعي أن نستأنف العمل في محطة أصفهان للطاقة النووية طالما لم نتلق المقترحات في موعدها المحدد نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي". وسبق لطهران أن شددت على أن يوم أمس الأحد آخر مهلة لتلقيها. وينبغي للاقتراحات المذكورة تقديم حوافز سياسية واقتصادية لإيران مقابل تجميدها لتخصيب اليورانيوم والأنشطة ذات الصلة إلى أجل غير مسمى.

رفض أوروبي

إعلان إيران عن عودتها إلى استئناف أنشطتها النووية لقي رفض المسؤولين الأوروبيين وتشاؤمهم. وفي أول رد فعل على ذلك صرح دبلوماسي أوروبي لم يذكر اسمه في باريس صباح أمس الأحد أن التصريحات الإيرانية بمثابة تهديد يصعب القبول به.

وذكر دبلوماسي آخر رفض أيضاً الإفصاح عن اسمه أن استئناف إيران لأنشطة نووية يعني أنها أخلت باتفاق التزمت به في باريس خريف العام الماضي 2004. وينص الاتفاق على التزامها بتعليق جميع أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم بشكل تدريجي.

كما ينص على تمديد التعليق طالما تواصلت المفاوضات حول اتفاق طويل المدى. وفي لندن قالت وزارة الخارجية البريطانية الاحد ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تتفاوض مع الجانب الإيراني باسم الاتحاد الأوروبي أبلغت ايران أنها ستقدم مقترحات كاملة ومفصلة حول حل الأزمة في غضون أسبوع.

غير أن إيران رفضت تمديد الفترة المعطاة لها من أجل تقديم المقترحات. لكن لندن علقت على ذلك بالقول إن باستئناف تخصيب اليورانيوم سيكون ضاراً لسير المفاوضات بين الطرفين. وجاء في بيان للخارجية البريطانية إن مشاروات عاجلة ستجرى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال إصرار الإيرانيين على اتئناف الأنشطة.

طهران لا تخشى مجلس الأمن

أسباب إصرار الاتحاد الأوروبي بدعم من الولايات المتحدة على تعليق إيران لتخصيب اليورانيوم مرده إلى خوفها من استخدامها له في صنع أسلحة نووية. وفي سياق ذلك يهدد الاتحاد وواشنطن بنقل ملف خلافهما النووي مع طهران إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي.

أما الهدف من وراء ذلك فهو فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. أما إيران من جهتها فتصر على أن برنامجها النووي سلمي وأنها تريد فقط طاقة نووية لتوليد الكهرباء. وبخصوص تحويل الملف إلى مجلس الأمن قال مسؤول إيراني أن بلاده لا تخشى ذلك. وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي أنه "لا يوجد سند قانوني لاحالة القضية إلى مجلس الامن".

وأضاف ان الإحالة ليست نهاية العالم. بل ان بعض المسؤولين يعتقدون ان من الافضل القيام بها على حد قول المسؤول الإيراني. ويبدو أن طهران تعول على استخدام كل من الصين وروسيا لحق النقض الفيتو ضد أي قرار بحق طهران لاسيما وأن علاقات تجارية قوية تربطها بهما حسب العديد من المحليين. ويستند هؤلاء في رأيهم إلى عدم حماس الدولتين لنقل الملف إلى مجلس الأمن.

دويتشه فيله 2005

قنطرة

إيران والاتحاد الأوربي
بينما تسيطر الآن حالة من الهدوء على العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران نجد الأوربيين يسعون للتفاوض مع جمهورية إيران الإسلامية. ولكن إلى أي مدى ستنجح المساعي الأوربية في إقناع رجال الدين الإيرانيين بالتنازل في النزاع حول الملف النووي؟

البرنامج النووي الإيراني
من الممكن أن تخسر القيادة الإيرانية في طهران الكثير في لعبة البوكر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يطلعنا الكاتب والصحفي بهمان نيروماند على الأهداف السياسية التي ترمي إليها إيران من خلال سياسة المماطلة التي تتبعها في الخلاف الدائر حول برامجها النووية