الإسلاموفوبيا....وهمٌ أم حقيقة؟

تلجأ الدراسات التي تعنى برصد الوجود الإسلامي بالغرب إلى استعمال مفهوم الإسلاموفوبيا، لتوصيف حالة الخوف التي تقبع داخل السياسات الغربية، التي تكرس واقع العداء مع الإسلام والمسلمين، وهو وصف قد ينسحب على كل القرارات التي تمتطي هذا السلوك خارج هذه المناطق على الصعيد العالمي.

الحقيقة أنه ليس للإسلاموفوبيا صلة قائمة بالخوف بل بالتخوف أو الاستخواف إن جاز هذا التعبير، إذ هي تشخيص لصنف من المخاوف المرضية المزمنة، التي لا تدلل على قدوم أو حصول مخاطر ما، ولا تشكل تعبيراً صحيحاً وصادقاً عنها.

فهي حاصل تركيب ذهني عجيب يخلط بين واقع ومتوقع، وخوف وتخوف، وعقل وتخيل، إنها إذن استنتاج ثقافي مقصود لمسبقات مواقف ومشاعر متعددة عن الآخر، الغرض منها صناعة رأي عام لتعزيز الخوف واختلاق التهديدات، وتضخيمها تجاه شريك غير مرغوب فيه.

فهي دعاية مغرضة لا تفسر الخوف من الإسلام، إنما توظف هذا الخوف لتبرير سياسات عدوانية مأصولة فكرياً، تتخذ كذريعة لتمرير اختيارات سياسية لا يمكن تبريرها في أي منطق أخلاقي أو قانوني، وهي مقطوعة الصلة مع فكر الأنوار الذي حرر أوروبا من الظلام والاستبداد والتخلف.

ولهذا لا يوجد عدو حقيقي للغرب، بمعناه الذي يحيل على ذلك الفضاء الجغرافي المتقدم تكنولوجياً والمتطور قانونياً والمبدع فنياً، بل إنّ ما يقلق دول الجوار، هو ذلك الغرب الذي تحركه نزوات الاستعمار وأطماع التفوق العسكري، وأحلام الكيان الذي لا يتوانى في توسيع ثرواته وآماله ولو على حساب آلام الآخرين.

وربما هذا ما يدفع بعض المسلمين إلى توجيه نقده للسياسات الغربية في بلادهم، وهو موقف يستوي فيه المعتدلون والمتشددون، وحتى بعض المثقفين النزهاء من داخل الغرب، فإنهم كثيراً ما ينبهون على فداحة السلوك الغربي تجاه دول الجنو

لمتابعة المقال الرجاء النقر هنا...

[embed:render:embedded:node:26443]