منهج الحَفر الأيديولوجي عند نصر حامد أبي زيد

يقوم كريم الصيّاد بتحليل ونقد إحدى أهم المنهجيَّات المسكوت عنها في الفكر العربي المعاصر، ألا وهي الحفر الأيديولوجي، مع انتقاء المفكر الراحل نصر أبي زيد كنموذج رئيس للدراسة.

ويقوم الحفر الأيديولوجي بشكل أساسي بافتراض أيديولوجيا معيّنة لدى موضوع البحث المختار من التراث العربي الإسلامي، ثمَّ يقوم بإعادة بناء هذا الموضوع من خلال معلومات تاريخيَّة منتقاة، ومنقوصة غالباً، لرسم صورة أيديولوجيَّة محدَّدة لمذاهب القدماء وشخوصهم.

يُعنى هذا البحث بتحليل ونقد إحدى أهم المنهجيَّات المسكوت عنها في الفكر العربي المعاصر، ألا وهي الحفر الأيديولوجي، مع انتقاء نصر أبي زيد كنموذج رئيس للدراسة. ويقوم الحفر الأيديولوجي بشكل أساسي بافتراض أيديولوجيا معيّنة لدى موضوع البحث المختار من التراث العربي-الإسلامي، ثمَّ يقوم بإعادة بناء هذا الموضوع من خلال معلومات تاريخيَّة منتقاة، ومنقوصة غالباً، لرسم صورة أيديولوجيَّة محدَّدة لمذاهب القدماء وشخوصهم. والهدف من هذه المنهجيَّة لدى أغلب المفكّرين العرب المعاصرين إسقاط الخصوم الأيديولوجيين المعاصرين الذين هم امتداد للقدماء كالأشاعرة، وبيان نسبيَّة المطلَقات النظريَّة.

فدراسة الفكرة من المنظور التاريخي مع بيان مؤهّلاتها الأيديولوجيَّة يثبت عدم كونها الفكرة الوحيدة الصحيحة أو المقدَّسَة، بل اعتُبِرت محصّلة تفاعل القوى التاريخيَّة. بالإضافة إلى تدعيم دور العوامل الماديَّة في تفسير الظواهر المعرفيَّة، وتحويل العلوم التقليديَّة إلى أيديولوجيَّات ثوريَّة، كما هو الحال لدى حسن حنفي. يرى الباحث أنَّ هذه المنهجيَّة تقوم على قدر لا بأس به من التاريخ المزيَّف، وتغالي في تقدير دور العوامل الاجتماعيَّة لنشأة الظواهر المعرفيَّة وارتقائها، وبالتالي تغفل الدرس النظري العلمي المحايد، ممَّا يغيّب بحث المفاهيم والنظريَّات والمناهج الأهمّ في الحضارة الإسلاميَّة. ويناقش البحث مشروع نصر حامد أبي زيد في سياق هذه المنهجيَّة، ليكتشف إلى أيّ مدى كان نصر أبو زيد حفريَّاً بالمعنى أعلاه، رغم أنَّه هو الذي دعا إلى ضرورة التعامل العلمي الموضوعي، غير الأيديولوجي، مع التراث.

 

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا