منصف المرزوقي رابع رؤساء تونس يغادر ساحة السياسة "مرتاح الضمير ولكن بمرارة هزيمة انتخابية"

أعلن محمد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، يوم الأحد 24 / 11 / 2019، انسحابه من رئاسة الحزب ومن الساحة السياسية الوطنية.

وأرجع المرزوقي (74 عاما) قرار الانسحاب، في رسالة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، التي قال إنه يتحمل كامل المسؤولية فيها، لكنه أشار في المقابل إلى أنه سيبقى "ملتزما بكل قضايا الشعب والأمة"، وأنه سيواصل خدمتها، وقال المرزوقي "لقد شاءت الأقدار أن تنتهي مساهمتي في الملحمة الجماعية بمرارة هزيمة انتخابية".

وأضاف: "أغادر الساحة السياسية سعيدا برؤية تحقيق جل الأهداف التي ناضلت من أجلها على امتداد نصف قرن وأيضا مرفوع الرأس مرتاح الضمير لشعوري العميق بأنني أديت واجبي كطبيب،كحقوقي، كمثقف وكرئيس للدولة التونسية في أصعب وأخطر مرحلة من تاريخها الحديث".

وحذر المرزوقي في رسالته من مغبة تعديل النظام السياسي الحالي والعودة الى النظام الرئاسي مخافة الانحراف بالحكم الى الديكتاتورية كما كان عليه الوضع قبل الثورة، لكنه دعا الى تغيير النظام الانتخابي الذي يعتمد النسبية ولا يفضي إلى أغلبية صريحة في الحكم.

وكان المرزوقي اكتفى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في دورها الأول 15 أيلول/ سبتمبر 2019، بالحصول على 97ر2 % فقط من أصوات الناخبين، وحل في المرتبة 11 من مجموع 26 مرشحا.

وبدوره مني حزب المرزوقي "حراك تونس الإرادة"، الذي ترشح في أغلب الدوائر الانتخابية، بفشل ذريع، إذ أنه لم يحصل على أي مقعد في البرلمان الجديد. يذكر أن المنصف المرزوقي هو رابع رئيس للجمهورية التونسية، وكان قبل ذلك سياسيا معارضا لنظام زين العابدين بن علي (2011-1987) ومدافعا عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والفكر.

وأسس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وترأسه منذ تأسيسه إلى غاية 13 كانون أول/ديسمبر 2011 تاريخ استلامه رئاسة الجمهورية. وبعد خسارته الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، في دورها الثاني، أمام مرشح حركة نداء تونس، الراحل الباجي قايد السبسي، أسس المنصف المرزوقي في نهاية 2014 حراك شعب المواطنين قبل أن يؤسس في 20 كانون أول/ديسمبر 2015 حزب حراك تونس الإرادة. د ب أ