هل ترحل تركيا سوريين على خلفية جدل مع أتراك حول الموز يعكس حالة استياء في ظل صعوبات اقتصادية؟

اعتزام تركيا ترحيل سبعة سوريين متّهمين بـ"السخرية من الأتراك": أعلنت تركيا الخميس 28 / 10 / 2021 أنها اعتقلت وستطرد سبعة سوريين متّهمين بالسخرية من الأتراك في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرون فيه وهم يأكلون الموز.

وحذرت المديرية العامة لإدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية من أن الفيديو اعتبر "استفزازيًا" وأن السوريين المتهمين بـ"السخرية من الأتراك" سيُرحّلون إلى بلدهم الذي دمرته الحرب.

وانتشر مقطع الفيديو في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 على مواقع التواصل الاجتماعي وظهر فيه جدال بين شابة سورية ومواطنين أتراك في حيّ في إسطنبول حيث قال رجل للشابة "تعيشون بسهولة أكثر منّا. أنا لا أستطيع أن أشتري الموز فيما أنتم تشترونه بالكيلوغرامات في الأسواق!".

وعقّبت امرأة قائلة "بالضبط"، وحاولت إسكات الشابة السورية وعاتبت المهاجرين لذهابهم "كل يوم إلى مصفف الشعر".

وحاولت الشابة السورية أن تشرح أن المهاجرين مثلها يشترون ما يمكنهم شراؤه بمالهم الخاص، فأجابتها الشابة التركية "ارحلي إلى سوريا! قاتلي هناك. نحن لا نهرب من بلداننا وعليك أنت أيضًا ألّا تهربي".

عقب نشر هذا الفيديو، صوّر لاجئون سوريون في تركيا أنفسهم وهم يأكلون الموز وفيديو المشاجرة الكلامية في الخلفية، ما أثار الجدل في تركيا.

وصفت بعض الحسابات على تويتر هذا الفيديو بأنه "يسخر من الضائقة الاقتصادية للمواطنين الأتراك" في مواجهة التضخّم وتراجع قيمة العملة الوطنية.

وتأوي تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري وعرفت فترات من التوترات المعادية للأجانب في السنوات الأخيرة غالبًا ما أثارتها شائعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري. وفاقمت الأزمة الاقتصادية هذه الحساسيات.

واستهدفت هجمات في آب/أغسطس 2021 محلات ومساكن لسوريين في العاصمة أنقرة.

تركيا تعتزم ترحيل مهاجرين يُعتقد أنهم سوريون بسبب منشورات "استفزازية" حول الموز

وأعلنت سلطات الهجرة التركية أنها سترحل سبعة أشخاص، يُعتقد أنهم سوريون، لنشرهم مقاطع لأنفسهم وهم يأكلون الموز على وسائل التواصل الاجتماعي "بشكل استفزازي" بعدما اشتكى مواطنون أتراك من أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف شرائه.

وقالت هيئة الهجرة التركية الليلة الماضية إنه "تم اعتقال سبعة أجانب في إطار تحقيق بشأن منشورات استفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي ... وستبدأ إجراءات الترحيل".

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هؤلاء الأجانب سوريون. ولم يتضح على الفور متى سيتم ترحيلهم.

وجرى على نطاق واسع تداول مقطع فيديو لمقابلة جرت في أحد شوارع اسطنبول في 17 تشرين أول/أكتوبر 2021، وانتقد فيها سكان محليون طالبة سورية لأنها تعيش حياة مريحة بينما يكافح الأتراك لتغطية نفقاتهم.

وقال شخص في المقطع :"أنتِ تعيشين براحة أكبر. وأنا لا أستطيع أكل الموز، وأنت تشترين كيلوغرامات من الموز من الأسواق"، وردت الطالبة بأنها هربت من الحرب في بلادها ولم يكن لديها مكان آخر للذهاب إليه.

وانضمت سيدة تركية للحديث في المقابلة متهمة السوريين بالاستمتاع بالحياة في تركيا بدلا من العودة إلى بلادهم للقتال.

وظهرت عدة منشورات لاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي، يتردد أنها تظهر سوريين يأكلون الموز ويسخرون مما حدث في المقابلة.

ويعكس الجدل حول الموز حالة الاستياء المتزايد من المهاجرين في تركيا، في ظل الصعوبات الاقتصادية.

وتستضيف تركيا أكثر من أربعة ملايين لاجئ، 6ر3 مليون منهم سوريون. د ب أ / أ ف ب 28 / 10 / 2021

 

[embed:render:embedded:node:43567]