"نبي الإسلام حقيقة وآراء كاليش لا تمثل إلاّ الأقلية"

أعلنت مجموعة من المستشرقين الألمان رفضها لآراء أستاذ العلوم الإسلامية سفين محمد كاليش المشككة في وجود دليل تاريخي على وجود النبي محمد، مؤكدين أن الغالبية العظمى من الباحثين الغربيين تعتبر وجود النبي محمد حقيقة تاريخية ثابتة وأن آراء كاليش لا تجد قبولا إلا عند قلة من الباحثين.

"الغالبية العظمى من الباحثين الغربيين تعتبر النبي محمد حقيقة تاريخية"

​​رفضت أصوات عديدة من المستشرقين الألمان والباحثين في العلوم الإسلامية الآراء التي طرحها أستاذ العلوم الإسلامية سفين محمد كاليش، المشككة في وجود دليل تاريخي على وجود النبي محمد. فقد أوضح القائمون على مشروع الدراسات القرآنية في أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم والمعروف باسم Corpus Coranicum - وهو مشروع موسوعي ضخم يهدف إلى دراسة كل ما له علاقة بالقرآن والسيرة النبوية- أنه لا يجوز الشك في المعطيات التاريخية المتعلقة بوجود النبي محمد ودلائل نبوته. وأشار الباحثون في بيان تلقاه موقعنا وقع عليه كل من ميشائل ماركس ونيكولاي سيناي إلى أن مشروعهم "يمثل آراء الغالبية العظمى من الباحثين التي تعتبر النبي محمد حقيقة تاريخية ".

وفي هذا البيان أيضا تم التأكيد على أن تصريحات البروفسورة جودرون كريمر– أستاذة العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة- لإذاعة ألمانيا الثقافية بأنها تتفق مع كاليش فيما ذهب إليه، بقولها إنه ليس هناك دليل تاريخي على وجود النبي، قد حرفت وأخرجت من سياقها الصحيح. وأوضح البيان أن الباحثة كريمر "لم تنكر وجود النبي محمد"، ولم تتفق مع طروحات كاليش، بل أنها أكدت فقط على حق الباحث العلمي من حيث المبدأ التشكيك في الأمور التي تبدو وكأنها مسلمات. كما أعربت عن تفهمها أن المؤمنين بالعقيدة الإسلامية لن يفضلوا وجود أستاذ يقوم على تدريب معلمي الدين الإسلامي في الوقت الذي ينكر فيه أصل عقيدتهم.

وأشار ميشائل ماركس ونيكولاي سيناي في بيانهم هذا إلى أن تلقي الإعلام العربي لتصريحات كريمر كان "مغلوطا ومشوها"، حيث أشاروا إلى أن تقريرا في "العربية نت" حول هذه القضية قد ولّد الانطباع كما لو كانت "الباحثة كريمر ومعها غالبية باحثي العلوم الإسلامية في الغرب يؤيدون آراء كاليش هذه". وشدد هؤلاء الباحثون في بيانهم على أن "هذه الصورة مغلوطة وأن آراء كاليش هذه لا تجد إلا تمثيلا ضئيلا بين دارسي وباحثي العلوم الإسلامية الغربيين".

استهجان ورفض في العالم العربي

و يبدو أن جملة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت "أنا أشك، إذن أنا موجود" أتت بما لا تشتهيه طروحات سفين محمد كاليش، من مدينة مونستر الألمانية. فقد قوبلت آرائه بكثير من النقد سواء داخل ألمانيا أم في العالم العربي. فقد سحبت المنظمات الإسلامية دعمها لمركزه الذي يهدف إلى تأهيل معلمي الدين الإسلامي.

صورة أستاذ العلوم الإسلامية سفين محمد كاليش، الصورة: دويتشه فيله
جدل كبير حول تشكيك كاليش بحقيقية النبي تاريخيا

​​وفي العالم العربي، حيث لا تحظى حرية الرأي والتعبير بأهمية كبيرة، ¬اصطدمت آراء كاليش برفض أكبر مما لاقته من مسلمي ألمانيا. فقد فاضت منتديات الحوار في القنوات الإخبارية العربية ومنتديات الإنترنت بالكثير من الآراء الرافضة لهذه الأقوال. ويعرب الكثيرون من أصحاب الرأي الأكثر موضوعية في مساهماتهم عن اقتناعهم بأن كاليش هو شخص لا يتحلى بالكفاءة ليس إلا. في حين ذهب بعض المسلمين إلى أنه ليس من حق أحد أن يتكلم في القضايا الرئيسية للعقيدة الإسلامية مثل الحديث عن شخص النبي محمد أو عن الوحي القرآني إلا الذين درسوا في الجامعات الشهيرة في السعودية أو في جامعة الأزهر بمصر. غير أنه من اللافت للنظر امتناع رجال الإفتاء من أصحاب التأثير الكبير في المنطقة ووعاظ القنوات التلفزيونية حتى الآن عن إصدار تعليقات بخصوص هذا الأمر.

هل الإسلام معاد للعلم؟

البروفسورة جودرون كريمر، الصورة: دويتشه فيله
بيان من عدد من المستشرقين يؤكد أن الباحثة كريمر "لم تنكر وجود النبي محمد"

​​ يرى بعض الدارسين أن الذي يتهم الإسلام الآن بمعاداة العلم عليه أن يضع في اعتباره أيضا ممارسات الكنائس المسيحية. فما يزال الفاتيكان يسحب من معلمي اللاهوت الذين يحيدون عن المبادئ الكاثوليكية التصريح بتدريس اللاهوت. ومن أبرز الأمثلة على ذلك في ألمانيا أسماء مثل أويجن دريفيمان وأوته رانكه هاينيمان وهانز كينج. أما في حالة الكنيسة الإنجيلية فقد نشرت الصحافة في صدر صفحاتها حالة عالم اللاهوت من مدينة جوتنجن، جيرد ليديمان، الذي عارض قيامة المسيح ولم يعتبر الإنجيل كلام الرب، وإنما اعتبره نصا نتج عن صراعات القوى في المجتمعات المسيحية الأولى. كما سحبت كنيسة هانوفر الألمانية عام 1966 ترخيص اختبار القساوسة من ليديمان، وقامت جامعة جوتنجن من جهتها بحجب حقه في المشاركة في لجان الدكتوراه وشهادات التدريس أو حتى في القيام بأعمال تتعلق بالامتحانات.

هشام العدم
دويتشه فيله 2008

قنطرة

البروفيسور محمد كالش:
"نعم لحرية الرأي المطلقة، لا لجرح كرامة الإنسان"
يدعو د. محمد كالش، وهو بروفيسور في "الدين الإسلامي" يعمل في "مركز الدراسات الدينية" الى حرية التعبير المطلقة في ما يتعلق بالخلاف حول الرسوم الكاريكاتيرية. لكن لا ينبغي لذلك، كما يقول، أن يجرح كرامة الإنسان.

المسيحيون ورسوم الكاريكاتور التجديفية:
الحق في انتهاك المقدس؟
"نعم لنا الحق في رسم الله كاريكاتيريا" كان هذا عنوان مقالة نشرت في صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية، وهي إحدى الصحف الأوروبية الأولى التي حذت حذو الدنماركيين فطبعت بعض الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد. ومع ذلك فان مثل هذا الحق لم يتم الحصول عليه الا قبل فترة قصيرة. فقد اتخذت الإستفزازات الدينية في الغرب ـ التجديفات المسيحية خاصة ـ بعدا جديدا وحادا في القرن العشرين بالذات. تقرير أن-كاترين غيسلاين

الكاريكاتور وحرية الصحافة:
قنبلة في عمامة
ثمة سؤال يستدعي الإجابة بعد أن نشرت إحدى الصحف الدانماركية كاريكاتورا استفزازيا يطال النبي محمد: هل يجوز أن تبقى حقوق من نوع حرية الصحافة والتعبير بلا قيود وأن لا تعامل بالمثل على غرار كل الحريات الأخرى التي تنتهي عند حدود حرية الآخرين؟ تعليق بقلم بيتر فيليب.